العودة الى الصفحة السابقة
ما هو السبيل إلى الانتصار على الخطية؟

ما هو السبيل إلى الانتصار على الخطية؟

سلسلة لكل سؤال جواب

إسكندر جديد


Bibliography

ما هو السبيل إلى الانتصار على الخطية؟. اسكندر جديد. Copyright © 2007 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . . SPB ARA. English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

ما هو السبيل إلى الانتصار على الخطية؟

سؤال من:

السيد ج. خ. ي. - بني سويف - مصر

يمكنك الانتصار على الخطية، بوسائط النعمة. فالله لا يترك المؤمن إلى مجهوده الشخصي، ومسعاه الذاتي، لكي يتحرر من الخطية وليتمم خلاصه. بل يبقى عاملاً فيه، وفقاً للقول الرسولي: «تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ ٱللّٰهَ هُوَ ٱلْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسَرَّةِ» (فيلبي 2: 12 و13) ووسائط النعمة متعددة ومنها:

  1. الشركة السرّية المستمرة مع المسيح: فالمسيح بالنسبة للمؤمن، ليس مجرد معلم، أو مثال. بل هو الشخص الحي، الساكن في حيائه. ولعله بوحي من هذه الحقيقة طلب الرسول بولس من أجل الأفسسيين: «لِيَحِلَّ ٱلْمَسِيحُ بِٱلإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ» (أفسس 3: 17 و18).

    والكتاب المقدس رسم لنا أكثر من صورة لعلاقة المؤمنين بالمسيح. فقد مثله بالكرمة وهم الأغصان (يوحنا 15: 1-3) وبالهيكل المقدس وهم حجارة حية فيه (1بطرس 2: 5) ولعل هذه العلاقة من أهم ما عنى به الرب يسوع، حين قال: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ٱلْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ ٱلْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا 3: 20). «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً» (يوحنا 14: 23).

    ولعل أروع اختبار في هذا الموضوع هو اختبار الرسول بولس، الذي عبّر عنه بالقول: «مَعَ ٱلْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ ٱلآنَ فِي ٱلْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي ٱلإِيمَانِ، إِيمَانِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية 2: 20).

    فما أحوجنا إلى أن ننسى شخصيتنا ونندمج كلياً بشحص الرب يسوع، لكي نثبت فيه ويثبت فينا. وما أحوجنا إلى الثبات في كلامه، لكي يثبت كلامه فينا. وحينئذ نطلب ما نريد فيكون لنا، فننتصر على الخطية.

  2. دراسة الكتاب المقدس: قال الرب يسوع: «لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ» (متى 4: 4).

    ولو تتبعنا حياة رجال الله، الذين عاشوا النصرة، نجد أنهم كانوا متسلحين بـ «سَيْفَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي هُوَ كَلِمَةُ ٱللّٰهِ» (أفسس 6: 17) وأن جميع الذين مروا في فترات فتور وانهزام استرجعوا مكانهم بواسطة الكلام الإلهي. خذ داود مثلاً، فإنه بمداد الاختبار كتب أنشودة الانتصار الخالدة: «طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً، ٱلسَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ. أَيْضاً لاَ يَرْتَكِبُونَ إِثْماً. فِي طُرُقِهِ يَسْلُكُونَ. أَنْتَ أَوْصَيْتَ بِوَصَايَاكَ أَنْ تُحْفَظَ تَمَاماً. لَيْتَ طُرُقِي تُثَبَّتُ فِي حِفْظِ فَرَائِضِكَ. حِينَئِذٍ لاَ أَخْزَى إِذَا نَظَرْتُ إِلَى كُلِّ وَصَايَاكَ. أَحْمَدُكَ بِٱسْتِقَامَةِ قَلْبٍ عِنْدَ تَعَلُّمِي أَحْكَامَ عَدْلِكَ. وَصَايَاكَ أَحْفَظُ. لاَ تَتْرُكْنِي إِلَى ٱلْغَايَةِ. بِمَ يُزَكِّي ٱلشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. بِكُلِّ قَلْبِي طَلَبْتُكَ. لاَ تُضِلَّنِي عَنْ وَصَايَاكَ. خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مزمور 119: 1-11).

    وأيضاً بشعور المنتصر على خطاياه، كتب لنا بشهادته الرائعة: «نَامُوسُ ٱلرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ ٱلنَّفْسَ. شَهَادَاتُ ٱلرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ ٱلْجَاهِلَ حَكِيماً. وَصَايَا ٱلرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ. أَمْرُ ٱلرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ ٱلْعَيْنَيْنِ. خَوْفُ ٱلرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى ٱلأَبَدِ. أَحْكَامُ ٱلرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. أَشْهَى مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلإِبْرِيزِ ٱلْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ وَقَطْرِ ٱلشِّهَادِ. أَيْضاً عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا، وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ» (مزمور 19: 7-11).

    وهاك مثلاً آخر في شهادة الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: «وَأَنَّكَ مُنْذُ ٱلطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِٱلإِيمَانِ ٱلَّذِي فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ ٱللّٰهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللّٰهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (2تيموثاوس 3: 15-17).

    وبطرس أيضاً، شهد لعمل كلمة الله في الإنسان، إذ قال: «وَعِنْدَنَا ٱلْكَلِمَةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، ٱلَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَناً إِنِ ٱنْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ ٱلنَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ ٱلصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هٰذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ ٱلْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللّٰهِ ٱلْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (2بطرس 1: 19-21).

  3. الصلاة: حين بدأ الشيطان بغربلة التلاميذ، قال لهم الرب: «صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ» (لوقا 22: 40). لأن التجربة إذا قبلت تقود إلى الشهوة، والشهوة إذا كملت تلد خطية، لذلك يجب أن نصلي لله بحرارة لكي لا يدخلنا في تجربة، لكي لا ندخل بها في الخطية ومن الخطية إلى الهلاك.

  4. التوبة المصممة: قال القديس باسيليوس: جيداً أن لا تخطئ. وإن أخطأت فجيد أن لا تؤخر التوبة. وإن تبت، فجيد أن لا تعاود الخطية. وإذا لم تعاودها، فجيد أن تعرف أن ذلك قد تم بمعونة الله. وإذا عرفت ذلك فجيد أن تشكر الله على نعمته، وأن تطلب مه باستمرار أن يقدم المعونة.

  5. صلب الإنسان العتيق: كتب الرسول بولس إلى الأفسسيين: « وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا ٱلْمَسِيحَ هٰكَذَا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ ٱلتَّصَرُّفِ ٱلسَّابِقِ ٱلإِنْسَانَ ٱلْعَتِيقَ ٱلْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ ٱلْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا ٱلإِنْسَانَ ٱلْجَدِيدَ ٱلْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَقَدَاسَةِ ٱلْحَقِّ» (أفسس 4: 10-24).

  6. الالتجاء إلى محبة المسيح: قيل أن إبليس الرجيم هاجم القديس مكاريوس وهو يصلي بالإطراء وقصده أن يحمله على الكبرياء قائلاً له: كم أنت قديس وكامل فأجابه رجل الله: لكنك نسيت ضعفاتي وتقصيراتي الكثيرة. وفي مرة ثانية حاول الغاوي أن يحمله على اليأس من رحمة الله، قائلاً له: كم أنت ناقص وكثير الذنوب فقال رجل الله: صحيح أنا كثير الذنوب والعيوب ولكنك نسيت محبة المسيح لي وموته لأجلي. إنه بكماله يكمل نقائصي.

  7. الاجتماعات الروحية: من المسلم به أن الاجتماعات الروحية، من أقوى الوسائل التي اوجدها الله لنمو المؤمنين وتقدمه في الحياة المسيحية. ويخبرنا سفر أعمال الرسل أن اعضاء الكنيسة الأولى، «َكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلرُّسُلِ، وَٱلشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ ٱلْخُبْزِ، وَٱلصَّلَوَاتِ» (أعمال الرسل 2: 42). ولهذا قال الرسول بولس: «َلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ، غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ» (عبرانيين 10: 24 و25).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007 
Stuttgart
Germany