العودة الى الصفحة السابقة
ما هو العشاء الرباني؟ من هم المستحقون أن يمارسوه؟

ما هو العشاء الرباني؟ من هم المستحقون أن يمارسوه؟

سلسلة لكل سؤال جواب

إسكندر جديد


Bibliography

ما هو العشاء الرباني؟ من هم المستحقون أن يمارسوه؟. اسكندر جديد. Copyright © 2007 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . . SPB ARA. English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

ما هو العشاء الرباني؟ من هم المستحقون أن يمارسوه؟

سؤال من:

السيد ا. م. - المنية - لبنان

السيد ب. د. - بغداد - العراق

العشاء الرباني

جاء في كتاب أصول الإيمان أن العشاء الرباني سر يدل على موت المسيح بإعطاء خبز وخمر وقبولهما حسبما رسم سيدنا له المجد. والقابلون باستحقاق يتناولون جسده ودمه حسب فوائده، لا تناولاً جسمياً أو جسدياً، بل روحياً بالإيمان. وذلك لقوتهم الروحي ونموهم في النعمة (أصول الإيمان س 96).

وجاء في الإنجيل المقدس: « وَأَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هٰذَا هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هٰذَا لِذِكْرِي». وَكَذٰلِكَ ٱلْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ ٱلْعَشَاءِ قَائِلاً: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ هِيَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِدَمِي ٱلَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ» (لوقا 22: 19-20).

وقال الرسول بولس: « لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ ٱلرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضاً: إِنَّ ٱلرَّبَّ يَسُوعَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزاً وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هٰذَا هُوَ جَسَدِي ٱلْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. ٱصْنَعُوا هٰذَا لِذِكْرِي». كَذٰلِكَ ٱلْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلاً: «هٰذِهِ ٱلْكَأْسُ هِيَ ٱلْعَهْدُ ٱلْجَدِيدُ بِدَمِي. ٱصْنَعُوا هٰذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هٰذَا ٱلْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ. إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هٰذَا ٱلْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ ٱلرَّبِّ، بِدُونِ ٱسْتِحْقَاقٍ، يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ ٱلرَّبِّ وَدَمِهِ. وَلٰكِنْ لِيَمْتَحِنِ ٱلإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهٰكَذَا يَأْكُلُ مِنَ ٱلْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ ٱلْكَأْسِ. لأَنَّ ٱلَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ ٱسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ ٱلرَّبِّ» (1كورنثوس 11: 23-29).

فهذه الآيات تعلم صريحاً: أولاً أن العشاء الرباني فرض إلهي تجب ممارسته على الدوام. ثانياً أن العناصر التي تُستعمل فيه هي الخبز والخمر. ثالثاً أن الأمور المهمة في خدمته ثلاثة: تكريس الخبز والخمر، كسر الخبز وصب الخمر وتوزيعهما، وقبول المشتركين إياهما.

إن المقصود في هذا السر هو:

  1. تذكار موت المسيح.

  2. التعبير عن اشتراكنا بالإيمان في جسد المسيح ودمه على منوال ظاهر.

  3. الإعلان عن اتحاد المؤمنين بالمسيح، وبعضهم بعض في حياة واحدة روحية.

  4. التصريح علانية بقبولنا العهد الجديد، المثبت بدم المسيح.

الأسماء المتنوعة لهذا السر

  1. عشاء الرب، أو العشاء الرباني. وسُمي بهذا الاسم لأن الرب يسوع وضعه عند العشاء (1كورنثوس 11: 25).

  2. كأس البركة (1كورنثوس 1: 16) وسمي هكذا لأن الرب يسوع بارك الكأس كما بارك الخبز أيضاً (متى 26: 26).

  3. مائدة الرب وكأس الرب (1كورنثوس 10: 21) والمراد بالمائدة هنا الطعام الموضوع عليها مجازاً.

  4. شركة جسد المسيح ودمه (1كورنثوس 10: 16) وذلك لأنه بواسطة الخبز والخمر، يشترك المؤمن في جسد المسيح ودمه.

وللعشاء الرباني بالنسبة للمسيحيين أكثر من معنى، فهو:

  • أولاً: عهد بين المسيح والمؤمنين به في كل جيل وعصر. إنه عهد المحبة العجيبة الغنية بالصفح والغفران، الذي كُتب بدم المسيح على الصليب. وهذا السر العظيم حل محل الفصح اليهودي، الذي كان ظلاً للحقيقة. بينما هذا الفصح الجديد هو الحقيقة عينها «لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً ٱلْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا» (1كورنثوس 5: 7).

  • ثانياً: شركة مستمرة بين المؤمنين المفديين ككنيسة، وبين المسيح الذي هو رأس الكنيسة، ومخلص الجسد. وقد وصف الرسول بولس هذه الناحية بقوله: «كَأْسُ ٱلْبَرَكَةِ ٱلَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ ٱلْمَسِيحِ؟ ٱلْخُبْزُ ٱلَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ؟» (1كورنثوس 10: 16). بمعنى أن العشاء يتحوّل بقوة هذا العهد إلى رابطة حبية تربط التلاميذ بعضهم ببعض وبالمسيح، فكلما نتناول هذا العشاء نذكر هذه الشركة العظيمة المباركة.

    ولا ريب في أن المسيح طبع هذا السر بطابع خاص مميز، فقد خصص بالذات الشيء الأهم في المسيحية ليكون أساس هذه الشركة أعني بهذا الفداء العظيم، حين بذل جسده وأراق دمه من أجلنا.

  • ثالثاً: شكر، لأن المسيح عندما أخذ العنصرين باركهما وشكر لأجل تدبير الله العجيب للخلاص، لأجل محبته التي لا يُعبر عنها، والتي سارت به إلى الصليب، حيث قدم نفسه ذبيحة إثم لفداء الملايين في كل جيل وعصر (لوقا 22: 14-20).

  • رابعاً: تذكار، لأن المسيح قال: اصنعوا هذا لذكري، بيد أننا يجب أن نذكر أن هذه الذكرى ليست مجرد ذكرى تاريخية لحادثة الصليب. وإنما هي تذكار حي، يبدو فيه الصليب اختباراً متجدداً في حياة المؤمن كل يوم، وفقاً لقول الرسول بولس: «مَعَ ٱلْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ ٱلآنَ فِي ٱلْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي ٱلإِيمَانِ، إِيمَانِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي» (غلاطية 2: 20).

  • خامساً: شهادة مستمرة للمصلوب، لأن المشتركين في العشاء الرباني يقرون بإيمانهم بالمسيح المصلوب، ويجددون معه عهد الولاء. واعترافاً منهم بفضله، يخبرون بموته إلى أن يجيء (1كورنثوس 11: 26).

  • سادساً: تقدمة، لأنه يشير إلى عطية الله التي لا يُعبر عنها. وقد درج المسيحيون على أن يقرنوا ممارستهم السر، بالمزيد من العطايا والتقدمات، عرفاناً بالجميل، وإجلالاً لعطية الله المباركة في يسوع المسيح، الذي صار لهم من الله حكمة وبراً وفداء.

القصد من العشاء الرباني

جاء في إقرار الإيمان الوستمنستري، أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها وضع سر جسده ودمه، وسماه العشاء الرباني لكي يُمارس في كنيسته إلى منتهى العالم، لأجل ذكر تقدمة نفسه بموته، ذكراً دائماً، ولختم كل فوائد ذلك للمؤمنين الحقيقيين ولغذائهم الروحي ونموهم فيه، ولتجديد التزاماتهم بجميع الواجبات التي له عليهم. وليكون رابطاً وعربوناً لشركتهم معه، وشركة بعضهم مع بعض باعتبار كونهم أعضاء جسده السري (فصل 29: 1).

وفي هذه العبارات غايات مهمة في عشاء الرب:

  1. التذكار - لأنه يذكرنا بموت المسيح كفارة عنا، الذي هو جوهر الدين المسيحي. فهو إعلان صريح من كنيسة المسيح بموت المسيح الكفاري. وهو دلالة واضحة على أن نظام العهد القديم قد بُدل بنظام العهد الجديد، أي الفصح تحول إلى العشاء الرباني بأمر المسيح وسلطانه. فما دام هذا السر في الكنيسة لا يمكن أن تنسى الكنيسة ولا العالم الذي تشهد فيه، إن الرب يسوع أخذ وظيفة حمل الله لكي يرفع خطية العالم.

  2. الإقرار - فالمشتركون بالعشاء الرباني يقرون بإيمانهم بالمسيح مصلوباً، وباتكالهم عليه لنيل خلاصهم، وبقبولهم إياه سيداً وفادياً، ورباً ومخلصاً. بأنهم تلاميذه وعليهم أن يجددوا عهد الولاء له، وأن ينذروا نذر الأمانة لذاته الإلهية، لكأنهم بممارسة هذا السر يفرزون أنفسهم عن العالم ليصيروا كلياً للمسيح (1كورنثوس 10: 21).

  3. البنيان - فهذا السر يرسم للمسيحي أعظم حقائق إيمانه، ويحرك عواطفه ويزكي محبته للمسيح، ويقوي إيمانه ويذكره بواجباته المتنوعة لربه ولكنيسته وللعالم. وينمي فيه الفضائل المسيحية ولا سيما المحبة الأخوية. فيخمد روح الخصام لأن ممارسته ينبغي أن تقترن بتجديد العهود للمسيح ولكنيسته، فيتحرك قلب المؤمن تحركاً جديداً في التقوى كل ما حضر مائدة الرب.

  4. الاتحاد الأخوي - فإنه يجمع الكنيسة كأهل بيت واحد، أهل إيمان واحد برب واحد. وكلما اجتمع الإخوة للاشتراك فيه تسمع كلمة الله وهي تذكرهم بأن المسيح لا يستحي أن يدعو أياً منهم أخاً. فلا فروق اجتماعية بينهم، بل إن كل واحد يحقق لإخوته أنه أخ في الرب ومرتبط بهم بربط حياة واحدة مشتركة في المسيح. حتى أن كل أخ في أثناء ذلك الاجتماع، وعند القيام منه،يقدر أن ينظر إلى وجه كل من اشترك معه في عشاء الرب، ويتحقق أنه من محبيه لأن كل المؤمنين هم أهل بيت الله.

  5. الإشارة إلى مائدة المستقبل - فهو يوجه أنظار المؤمنين المجتمعين حول مائدة الرب، إلى الاجتماع العتيد في السماء حول عشاء الرب عرس الخروف. فهو وليمة تمثل وليمة المجد التي سيعدها المسيح لمختاريه في ملكوت السموات، وفقاً لقوله: «وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً، لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي» (لوقا 22: 29 و30).

العشاء الرباني واستحقاق تناوله

اتضح مما تقدم أن هذا السر العظيم قد رسم فقط لأجل المؤمنين الحقيقيين الذي وُلدوا من الله، والذين يعرفون المسيح والإنجيل معرفة كافية، ويصدقون ما أعلنه الله بشأن ابنه ويعتقدون أن المسيح مات لأجل خطاياهم.

ويشترط في المؤمنين أن يكونوا مجهزين للعشاء الرباني ومستعدين لممارسته. وأن تقترن ممارسته بالمحبة الفائقة للمسيح، والشكر له. وقد جاء في الكلمة الرسولية، أنه يطلب من الذين يريدون الاشتراك باستحقاق في العشاء الرباني أن يمتحنوا أنفسهم عن معرفتهم تمييز جسد الرب وإيمانهم للاقتيات بالمسيح روحياً، وأن يجددوا توبتهم ومحبتهم وطاعتهم.

وخلاصة ما يتطلبه السر العظيم هو:

  1. التجديد والإيمان الحي. لأن ذلك الطعام الروحي ليس للأموات بل للأحياء.

  2. العماد، لان المعمودية علامة ظاهرة للدخول في الكنيسة (اعمال 2: 38 و41، أعمال 10: 37 و38، أعمال 22: 16).

  3. الاشتراك جهاراً في عضوية الكنيسة، لأنه لما كانت كنيسة المسيح بيتاً واحداً، وجب أن يكون المتقدم إلى مناولة عشاء الرب من أهل ذلك البيت.وهي أيضاً جمهور من المؤمنين تحت نظام مقرر حسب الإنجيل، فينبغي أن تسبق العضوية في الكنيسة الاشتراك في فرائض تلك الكنيسة.

  4. السلوك التقوي، الذي يطرح كل فساد في الآداب، وكل اعتقاد مخالف لتعاليم الكتب المقدسة، وكل سيرة تعيب الديانة المسيحية، وكل ما يضاد إرادة الرب (1كورنثوس 5: 9 و11، 2تسالونيكي 3: 6).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D-70007 
Stuttgart
Germany