العودة الى الصفحة السابقة
ما هو رأي الكتاب المقدس بالخطية؟

ما هو رأي الكتاب المقدس بالخطية؟

سلسلة لكل سؤال جواب


نقرأ في سفر رومية 6: 23 الآية التالية: «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». إن الخطية هي التعدي على شريعة الله وأحكامه. وكل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضا. فالخطية مهما صغُر أو كبُر حجمها فأجرتها الموت. فهي خطية مميتة.

ولكن هناك نوعان من الخطية نقرأ عنهما في إنجيل متّى 12: 31 - 32: «لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي».

إن التجديف على الروح القدس هو الاسترسال في المكابرة رغم معرفة الانسان الصواب، وزيادة التحقير للصواب حتى يعتاد القلب على العمى الروحي فلا يقتنع لأنه لا يريد الاقتناع، لذلك لا يغفر له أبدا. والتجديف على ابن الانسان يغفر له، لماذا؟ لأن لاهوت المسيح محجوباً. إذ المسيح اتّضع وهو في صورة عبد على الأرض، فيكون التجديف على الناسوت. ومثلا على ذلك: تعييرهم إياه بأنه من الناصرة وإنه محب للعشارين والخطاة وإنه أكول وشريب خمر. وتجديفهم هذا يُغفر شرط أن يتوبوا ويطلبوا المغفرة.

وأما على الروح القدس الذي شهد بأجلى بيان أن يسوع هو المسيح، فكانت مقاومة الكتبة له بالبغض والإهانة مقاومة للروح القدس نفسه، وذلك إثم لا يغفر (مرقس 3: 30). لقد نسبوا القوة التي صنع بها المسيح المعجزات إلى الشيطان، والمسيح صنعها بقوة الروح القدس. فيكونون قد أنزلوا ذلك الروح مصدر كل خير منزلة الشيطان مصدر كل شر، وهذا أفظع تجديف.

فليس لهذه الخطيئة مغفرة لأنه لا يرتكبها الا الذين حصلوا على أحسن معرفة بالحق كالكتبة الذين شاهدوا براهين لاهوت المسيح بمعجزاته (عبرانيين 6: 4 - 7 و10: 26 و27). وإن مرتكبها لا يمكن أن يتوب ويطلب المغفرة لأن الذي يأتي بالخاطي الى التوبة إنما هو الروح القدس وذلك الخاطي قد أغاظ الروح بمقاومته إياه عمداً حتى يفارقه.