العودة الى الصفحة السابقة
هل إذا طلبنا من الله الشفاء سيشفي مرضنا بعد الصبر الكثير، ومتى؟

هل إذا طلبنا من الله الشفاء سيشفي مرضنا بعد الصبر الكثير، ومتى؟

سلسلة لكل سؤال جواب


إن موضوع الصلاة هو موضوع شامل وكبير. فكلمة «الصلاة» تعني التحدّث مع الله. وهذا يتطلب وجود علاقة ثقة ومحبة بين المتكلّم والسامع. أن يكون هناك تأكيد داخلي أنني أتحدث مع صديق معيّن، وهذا الصديق بالذات لديه السلطان على كل شيء. قال التلاميذ ليسوع: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ» (لوقا 11: 1). إذا الخطوة الأولى هي: أن نتعلّم كيف نصلي. فابتدأ يسوع هكذا: «أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ» (متّى 6: 9 و10). وهنا نرى ثلاث نقاط مهمة جدا يجب أن تبدأ بها صلاتنا:

1. الإعتراف أنّ الذي نتكلم معه هو أبي السماوي وأنا ابنته بالتبني بواسطة موته على الصليب اشتراني بدمه.

2. الحمد والتسبيح وتعظيم هذا الآب لأنّ له السلطان في السماء وعلى الأرض أيضا.

3. الإعتراف أنّ مشيئته هي فوق كل مشيئة.

ثم أكمل يسوع تعليمه بالنسبة للصلاة الصحيحة فقال: «خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، وَاغْفِرْ لَنَا خَطَايَانَا لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ» (متّى 6: 11 - 13). فبعد أن تعظم هذا الإله في السماء، تستطيع أيها الإنسان أن تقدم طلباتك. وهذه الطلبات هي أيضا ثلاث طلبات تحوي جميع ظروف حياتنا الإجتماعية وتحوي جميع احتياجاتنا الجسدية والنفسية والروحية.

1. أعطنا إحتياجنا الجسدي من أكل ونوم وعمل وراحة.

2. اغفر لنا ذنوبنا التي نقترفها يوميا. لأنه هو الوحيد الذي يغفر الذنوب.

3. واحفظنا من الوقوع في التجربة. فالله في السماء يعلم ما يحتاج إليه الإنسان على الأرض، ولكنه يريد أولا أن نعترف بسلطانه على كل شيء، ومن ثم أن نطلب منه ما نريد وما نشتهي وما نرتجي ضمن مشيئته.

وينهي المسيح هذه الصلاة بالكلمات التالية: «لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ» (متّى 6: 13). وهنا نرى أن صلوات تبتدئ بالاعتراف بالمسيح، الآب السماوي، وتنتهي أيضا بالاعتراف بثلاثة أمور مهمة: الاعتراف بملكيته وقوته ومجده إلى الأبد.

يقول الكتاب: «صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ» (1تسالونيكي 5: 17)، وهذا لا يعني أن نبقى على ركبنا ليل نهار مصلين، بل أن نصلي بالروح، أن نتكلم مع الله خلال تأملاتنا اليومية معه ودراستنا لكلمته، ومن خلال أعمالنا اليومية، خلال العمل في المطبخ، أو خلال الغسيل، أو خلال الراحة الجسدية. ومن خلال هذه الصلاة المستمرة إلى الله وقراءة كلمته نفهم قصده في حياتنا ونسمع صوته. إنه لا يريد فقط أن يشفي أمراضنا الجسدية، بل أيضا أن يشفي أمراضنا الروحية التي تبعدنا عن الهدف الأساسي. الله الآب المحب يريد منا عبادة حقيقية مستمرة معه، وليس فقط وسط الضيق والمرض والظروف الصعبة، بل أيضا وقت الفرح والسلام والإطمئنان.

فعندما تتكلم مع الآب السماوي ضع ضيقك أمامه واطلب مشيئته واسأل إن كان هناك عائقا يقف بينك وبين استجابة الصلاة. وآمن أن الرب أمين يستجيب لطلباتنا حسب مشيئته لأنه يحبنا كثيرا وأكثر مما نفتكر. لا تشك بكلامه بل ثق وآمن واطلب من الآب أن يمنحك الإيمان الواثق.