العودة الى الصفحة السابقة
هل حصلت ردّة في المسيحية متى وكيف؟

هل حصلت ردّة في المسيحية متى وكيف؟

سلسلة لكل سؤال جواب


كلمة أخرى للردّة هو «الارتداد» الذي يحصل في كل زمن وعصر. والارتداد فى العهد الجديد يحمل مفهوم أن الذين قد اعترفوا مرة بإيمانهم بالمسيح، قد انحرفوا عن الايمان وعادوا لحياة الخطية واللامبالاة الروحية. لأنّ الإرتداد عامةً يتم خلال وقت الضيق والاضطهاد. فعندما نقرأ عن أوقات الإضطهاد الذي مرت فيه الكنيسة لا بد أن يلحقه الإرتداد أيضا. فهناك المسيحيون المؤمنون الذين يثبتون في المسيح رغم شدة الأهوال والأعاصير، وهناك المسيحيون المؤمنون الذين يرتدّون عن إيمانهم خوفا من العذاب الذي ينتج عن الاضطهاد.

ومن الاضطهادات المشهورة التي حدثت، مثلاً اضطهاد شاول لكنيسة المسيح، أو الاضطهاد الفظيع الذي جرى على يد نيرون ضد المسيحيين ليبعد عن شخصه تهمة حرق روما بما أوتي به من ضروب الوحشية والتفنن في التعذيب. أو إضطهاد المسيحيين على يد الإمبراطور دوقيانوس الشرير، وأباطرة أخر حاولوا محو إسم المسيحية.

وهنا نتذكر مثل الزارع الذي تكلم به المسيح لسامعيه: «هُوَذَا الزَّارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ. وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى مَكَانٍ مُحْجِرٍ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ... وَسَقَطَ آخَرُ فِي الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا. وَسَقَطَ آخَرُ فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، فَأَعْطَى ثَمَرًا يَصْعَدُ وَيَنْمُو» (مرقس 4: 3 - 8). فإن لم تُفلح قلوبنا بروح الله لتصبح أرضا جيدة، تسقط الكلمة ولا تجد لها عمقا في الأرض فتموت لقلة الغذاء، وتحترق لعظمة الخوف والصعوبات، وتختنق لكثرة التعاليم المُضلّة. «اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا» (1كورنثوس 16: 13).