العودة الى الصفحة السابقة
ليكن لك إيمان

ليكن لك إيمان

جون نور


قال يسوع

«ليكن لكم إيمان بالله، لأني الحق أقول لكم إن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن ما يقوله يكون فمهما قال يكون له»(مر 22:11 – 23).

أنت بالفعل تملك إيماناً، ولكن السؤال هو: بمن تؤمن؟ فالمؤمن لا يضع بالضرورة إيمانه في الله.

في بعض الأحيان قد لا تستشير الرب في الأمور التي يجب أن تفعلها، أو المشكلات التي يجب أن تواجهها، وقد تشعر بمشاعر إيجابية نحو أن تصارع في الأمور بنفسك دون مساعدة أي شخص آخر، هذا مثل سيء عن الافتخار فقد نتوقع أن يساعدك الله إذا طلبت منه.

يطلب كثيرون المعونة من الرب، وخاصة في الظروف الصعبة عندما يدركون أن مصادرهم البشرية غير كافية، ولكن البديل هو أن يصلوا قائلين: «ساعدني أن أفعل هذا الأمر».

يؤكد يسوع على حقيقة أن الله يريد أن يعمل من أجل أولاده، فيسوع يريدك أن تطلب من الله أن يفعل الأشياء من أجلك، وأن يعمل من أجل تسديد احتياجاتك. ويريدك أن تعرف أنه أمين ويستحق ثقتك وأنه لن يخزيك إذا وضعت ثقتك فيه.

قد تجرب بأن تضع ثقتك في الناس بدلاً من أن تضعها في الله نفسه، عندما يكون الشخص في حاجة ماسة إلى شيء معين، نجد أنه قد يتجه إلى أي مكان وإلى أي شخص ليحصل على المعونة، فهذا أمر مفهوم ولكنه ليس جواباً وحلاً للمشكلة، يقول يسوع: «ليكن لكم إيمان بالله»: فتعلم في قلبك أن الله لم يفقد سيطرته على الموقف، وأنه فيه أكثر من احتياجك، وأنه لا يعسر عليه أمر.

يجب أن تضع إيمانك في الآب السماوي، فقد يستخدم الأدوات الإنسانية ليعطيك المعونة ويسدد احتياجك وليكون أداة لقوة شفائه، ولكن هذه الأداة الإنسانية ما هي إلا استجابة لإيمانك الذي وضعته فيه، وقد أختار أن يستجيب لإيمانك من خلال هذه القناة الخاصة. يقول يسوع: «ليكن لكم إيمان بالله» لا ليكن لكم إيمان بالأداة البشرية.

وعندما يكون لك إيمان بالله فهذا معناه أنك تؤمن بابنه يسوع الذي هو كلمة الله، وعندما تؤمن بيسوع فهذا معناه أنك تؤمن بأن الآب أرسله، وبالتالي تؤمن بأن كلماته هي أن تؤمن بالآب وهي نفس الكلمات التي يتحدث بها يسوع.

في مواقف عديدة، يكون الله هو الاستجابة الوحيدة، فقد تكون بحاجة إلى معجزة إذا أردت أن تحل مشكلة ما، وقد تعتقد أن كلمة معجزة هي شيء بعيد عنك، ولهذا فأنت بحاجة إلى قوة غير عادية لتستجاب صلاتك، فإلهك هو الإله القادر على كل شيء ويعدك بأنه سيفعل أي شيء تطلبه منه.

هناك مواقف عديدة اعتقدنا فيها أننا نؤمن بالله ونتوقع منه أن يفعل لنا ما كان يسوع يعنيه بمعنى كلمة إيمان، فهناك فرق كبير بين أفكارنا عن الإيمان وتعاليم يسوع عن الإيمان، وهذا لا يعني أننا نحتاج إلى مزيد من الإيمان ولكننا بحاجة إلى الإيمان السليم.

عندما نزل يسوع من على جبل التجلي مع بطرس ويعقوب ويوحنا، كان قد تواجه مع فشل التلاميذ الآخرين في علاج الصبي المريض، وبعدما شفاه يسوع سأله التلاميذ:«لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه؟».

فأجاب يسوع وقال: «لعدم إيمانكم. فالحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شيء غير ممكن لديكم»(مت 20:17 – 21).

لقد فشل التلاميذ بسبب عدم إيمانهم، ولكن يسوع يخبرهم بأنهم يحتاجون إلى إيمان بسيط مثل حبة الخردل ولن يستطيعوا أن ينقلوا هذا الجبل فحسب بل لن يكون هناك شيء غير ممكن لديهم، ومن الواضح أن هذا النوع من الإيمان الذي يشير إليه يسوع مختلفاً عن إيمان التلاميذ الذي كانوا يمارسونه وهم يصلون للصبي.

وقد سجل البشير مرقس إجابة يسوع على سؤال التلاميذ كما يلي: «هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلا بشيء بالصلاة والصوم»(مر 29:9).

هل يسوع يقول شيئاً مختلفاً هنا؟ لا فقد صلى التلاميذ محاولين أن يشفوا الصبي ولكن صلواتهم كانت غير فعالة، لأن إيمانهم غير فعال.

قد نوجه الكثير من الصلوات إلى الله ونطلب منه أن يفعل أموراً عديدة، ولكن هل نصلي بهذا الإيمان الذي تحدث عنه يسوع؟ هذا هو السؤال المحير، يمكنك أن تنظر إلى الاختبارات التي مررت بها وتبحث عن إجابة على هذا السؤال، ولكن عندما تمتلك مثل هذا النوع من الإيمان في صلاتك لن يكون هناك شيء غير مستطاع لديك.

يريد يسوع أن يستجيب لمثل هذا النوع من الصلاة ويعلمك أن تصلي بها، فيمكن أن نترجم الكلمات التالية: «ليكن لك إيمان بالله» حرفياً لتكون ليكن لك إيمان الله، فالله لا يريد ثقتنا فيه فحسب ولكنه يريد أن يكون إيمانه فينا.

كلمات إيمانك:

«ليكن لك إيمان بالله».