العودة الى الصفحة السابقة
التكلم بكلمة الله

التكلم بكلمة الله

القس. جون نور


ذهب يسوع إلى بيت كانت به فتاة مضطجعةً ميتة. فطلب من النائحين أن يغادروا المكان، وقال للفتاة: «قومي» (مرقس 41:5). وفي تلك اللحظة، نشأت الحياة حيث كان الموت. في المكان الذي يوجد به شحوب الموت، برز الوجه المشرق لنفس حية. لقد خلقت كلمته الحياة.

عندما سار يسوع المسيح على الأرض، كان يجسد القوة الخلاقة للنطق بكلمات الله. كان التلاميذ معه في البحر ذات ليلة عندما هبت ريح عاصفة. فانتابهم القلق. وفي اضطرابهم، ألقى التلاميذ بأنفسهم في عالم ملبد بالخوف. لقد كانوا يشعرون في هذه اللحظة بالقلق، والتوتر، والرعب، وتوقع حدوث مأساة. وعندما أيقظوا يسوع، الذي كان نائماً في سلام، لكي يخبروه عن الخطر الذي يتهددهم، اقترب من مقدمة السفينة ووجه كلمة خلاقة للبحر وقال له: «اسكت، أبكم» (مرقس 39:4). وعندما نطق يسوع بهذه الكلمة، تممها الروح القدس، و ساد الهدوء.

لقد كان ليسوع روح الله بلا حدود (يوحنا 34:3). ونحن لنا روحُ الله ولكن بحدود. فعندما نموت «عن الجسد» ونسمح لمزيد من روح الله أن يسكن فينا، يكون لنا قدر أكبر من روح الله، ولكن لا يمكن لأي واحد منا أن يختبر روح الله بلا حدود كما كان ليسوع. عندما كان يسوع يتكلم، كان يتكلم بقوة الروح القدس غير المحدود الذي بداخله. كان يقول ويفعل كل شيء يريد الله أن يقوله أو يفعله، وكان ذلك يحدث دائماً بقوة الروح القدس. كان يعيش معتمداً اعتماداً كاملاً على الروح القدس.

ولكن يسوع قال شيئاً عجيباً. قال: «من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها لأني ماض إلى أبي»(يوحنا 12:14).

وقد فهم بطرس بسرعة هذا النوع من التفويض للقوة. فبعد صعود يسوع إلى السماء بأيام معدودة، ذهب بطرس إلى الهيكل في ساعة الصلاة. وهناك رأى رجلاً أعرج يطلب صدقة ويتوقع أن يأخذ شيئاً. فقال له بطرس:«ليس لي فضة ولا ذهب؛ ولكن الذي لي فإياه أعطيك؛ باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش»(أعمال 6:3).

فبواسطة اسم يسوع، مد بطرس يده للرجل الأعرج وأقامه على قدميه. وإذ أيد روح الله الكلمة التي نطق بها بطرس بواسطة سلطان يسوع، قفز الرجل على قدميه وبدأ يمشي ويقفز. فإن ساقيه اللتان كانتا مشلولتان منذ ولادته امتلأت فجأة بالقوة والحياة.

يمكننا أن نتكلم بكلماتنا الذاتية ونخلق المشاكل، ويمكننا أن نتكلم بكلمات الله ونخلق الحلول.

يمكننا أن نتكلم بكلمات من عندنا ونخلق الجحيم، أو نتكلم بكلمات الله ونخلق النعيم.

قال يسوع:«إن الذي يخرج من الإنسان ذلك ينجس الإنسان. لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة: زنى، فسق، قتل، سرقة، طمع، خبث، مكر، عهارة، عين شريرة، تجديف، كبرياء، جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان».(مرقس 20:7 – 23).

عندما يكون روح المسيح فينا، فإن الله يعطينا فكره من خلال كلمته. فقراءة الكتاب المقدس ليست مسألة وقت أو كمية، بل هي مسألة تشرب ذات حياة الله من خلال كلمته. إن الله يعطينا «فكر المسيح» في كلمته ومن خلالها.

عندما نبدأ نفكر أفكار الله، سنبدأ نتكلم بكلمات الله. ومتى تكلمنا بكلمات الله، فإن عالمنا سيعاد خلقه من جديد. سيصبح سماوياً! إن مكونات السماء هي المحبة، والفرح، والسلام، وطول الأناة، واللطف، والصلاح، والإيمان، والوداعة، والتعفف. هذه أيضاً تعرف باسم «ثمر الروح» (غلاطية 22:5، 23). هذه «الثمار» التي بداخلك ستخرج من خلال كلماتك وستنعكس على عالمك.

قال يسوع:«إذا قال لكم الناس هوذا ملكوت الله هنا أو هناك فلا تذهبوا ولا تتعبوا، لأن ملكوت الله داخلكم» (أنظر لوقا 20:17، 23). فمن خلال روح الله الساكن فيك، يصبح ملكوت الله فيك، وتصبح ذات كلمة الله هي حياتك الفكرية. يصبح روح الله هو المسحة، أي حياة الله فيك.

دع قلبك يتغير أولاً، ثم دع الكلمات الجديدة تفيض منك. سيرفضك الناس السلبيون، ولكن الأشخاص الإيجابيين سيصبحون أصدقاء لك، وسيجلبون معهم مزيداً من الإيجابية في حياتك.

فلو أن كل إنسان في هذا العالم قد تاب اليوم، وأخذ روح المسيح، وبدأ يتكلم فقط بالكلمات التي تتفق مع الروح، فإن عالمنا سيتغير. سوف نجد أن السماء قد أصبحت هنا على الأرض. فهذا هو الشكل الذي ستكون عليه السماء.

إن آمنت بالمسيح أعطاك يسوع السلطان لكي تتكلم بكلماته. فأنت فمه، وعيناه، ويداه، وأذناه. إن آمنت فأنت عضو في جسد المسيح هنا على الأرض. وبغض النظر عن شخصية صاحب الاحتياج، فإذا أعطاك الله كلمة شفاء لكي تنطق بها. فانطق بها باسم المسيح.

تفوه بكلمات الإيمان لا الخوف، وأنظر ما الذي سيفعله الله!

إن الله هو صانع نجاحك. فضع ثقتك فيه. وعش حراً فيه.