العودة الى الصفحة السابقة
يا سيدي أنا آتي

يا سيدي أنا آتي

القس. جون نور


هل سألت نفسك يوماً؟ كيف يمكنني أن أصبح ابناً لله؟، كيف يمكنني أن أدخل في العهد الجديد مع الله كأب لي؟

الإجابة المختصرة عن هذين السؤالين هي بأن تأتي إلى الصليب فيجب أن تقبل بنفسك ما فعله يسوع هناك على الصليب من أجلك. كيف؟

لقد أختار الله أن يتعامل مع شعبه من خلال علاقة العهد لأنه يريد أن يعطي نفسه لشعبه، إلا أن العهد يحتاج إلى طرفين.

يقول الرب:«أنتم تعطوني أنفسكم وأنا أعطيكم نفسي، وتكونون لي شعباً وأنا أكون لكم إلهاً».

وينطوي الدخول في العهد الجديد على أن تعطي نفسك لله، فلن يغفر لك الله خطية واحدة فحسب ولكنه سيغفرها جميعاً، فهل تريد أن تنتمي لنفسك أم تريد الانتماء إليه، وهل تريد أن تكون له أم لا، وهل تريد أن تكون أبناً له أم تريد أن تكون ضائعاً؟

لم يمت يسوع من أجل جزء منك، ولكنه مات من أجلك، فهو لم يأخذ أجزاء من حياتك على الصليب ولكنه أخذك كلك بجملتك على الصليب.

لقد دفع الله ثمن كل جزء منك. مات يسوع من أجلك ولم يمت من أجل الأجزاء الخاطئة والناقصة التي فيك، ودفع ثمنك كشخص بالكامل، وكان ثمنك غالياً.

عندما تأتي إلى الصليب فأنت تعترف أن كل جزء منك هو لله. «قد اشتريتم بثمن» (1 كو 23:7).

لقد كنت ملكاً لله بالفعل، قبل أن تفكر في أن تأتي إلى الصليب، لقد دفع يسوع ثمنك قبل أن تولد، ربما لم تدرك في الماضي، أن حياتك ملكاً لله ليفعل بها ما يسره أو لم تعترف بذلك، لن يكفي أن تعترف شفهياً بأن يسوع سيد ومخلص لك حتى يحدث تغيير حقيقي في حياتك يمكنك لا من أن تتعامل مع الله على أنه أبوك فحسب ولكن أن تؤمن بأنه يسدد كل احتياجاتك ويجيب صلواتك.

من المهم أن نعطي الرب أي شعور بالمرارة أو الكره أو الغضب قد تشعر به نحو أي شخص، حتى لو كنت تحمل هذه المشاعر لعدة سنوات نتيجة لأن هناك من أذاك ولكن هذا الأمر ليس سهلاً، فعندما تسلم حياتك لله فأنت بهذه تسلمه مشاعرك والموقف الذي تعرضت له والحزن والأسف والندم والأذى الذي نتج عنه.

قل لإلهك أنا أضع كل أمور حياتي بين يديك لأنك قادر أن تحفظها فأنت قادر على أن تحفظ:

زواجي: إن حب الامتلاك من الممكن أن يدمر العلاقات الزوجية بسهولة، لقد شُفيت زيجات كثيرة من صراعات عميقة عندما اعترف الزوجان بملك يسوع على حياتهما معاً وعلى حياة كل واحد منهما. وقل للرب أيضاً أنك قادر أن تحفظ:

أولادنا: لأنهم ملكه أيضاً، فنجد أن الأطفال المرضى يشفون عندما يسلمهم آبائهم للرب بدلاً من أن يتمسكوا بتسلطهم على حياة مثل هؤلاء الأطفال، فيمكن للرب أن يأخذ ويملأ، وأن يلمس ويشفي ما نعطيه له.

يريد الله أن يملأ بيتك بالحب، فسيكون بيتاً يعيش فيه يسوع ويريد أن يشارك فيه بحياته.

إن الرب مهتم بحياتك العملية، فهو يريدك أن تنجح وهو يعلم أن حضوره يمكنك من النجاح أينما كنت وفي كل شيء تفعله.

يريدك الله أن تعطيه خطاياك حتى يعطيك غفرانه.

يريدك الله أن تعطيه مخاوفك حتى يحررك لكي تثق فيه وتعتمد عليه.

يريدك الله أن تعطيه شكوكك لأنه يريد أن يعطيك قلباً مؤمناً، جديداً، وعلاقة جديدة معه ويريدك أن تعرفه كأب يحبك.

يريدك الله أن تعطيه علاقاتك حتى يشفي جروح الماضي، ويحررك لتحب الآخرين وتقبلهم.

يريدك الله أن تعطيه زواجك حتى يملأ زواجك بحبه حيث يمكن للرب أن يكون شريكاً لكل منكما.

يريدك الله أن تعطيه أطفالك لأنه يريد أن يكون سيداً على حياتهم وأن يعطيهم مجاناً كما أعطاك مجاناً.

يريدك الله أن تعطيه منزلك حتى يملأه بحضوره ويجعله مكاناً يعرف الناس من خلاله حب يسوع.

يريدك الله أن تعطيه عملك حتى ينجح.

يريدك الله أن تعطيه وقتك لأنه يريد أن يعلمك العطاء حتى تتعلم أن تعطي الآخرين.

يريدك الله أن تعطيه أموالك وممتلكاتك، حتى يعطيها لك بمكيال أكبر من الذي أعطيته إياه.

يريدك الله أن تعطيه علاقتك به حتى يستمر في عطاء نفسه وغناه وبركاته وحياته وحبه وشفائه.

يريدك الله أن تعطيه حياتك في جسد المسيح لأنه يريد أن يكون لك.

نحن نعطي فقرنا، ولكنه يريد لنا غناه، نحن نعطيه احتياجاتنا، ولكنه يعطينا نفسه ليسدد لنا احتياجاتنا، نحن نعطيه أشواقنا لحب الله، وهو يعطينا أشواقه ليملأنا بتدفق حبه الكامل والثابت.

نحن نعطيه أنفسنا، وهو يعطينا نفسه.

وبالنسبة لي هذه إحدى عجائب الحياة المسيحية، إنه على الرغم من أن الله يعرف كل شيء عني، ويعرف كم أنا ضعيف وكم أنا بلا فائدة إلا أنه يقبلني ويحبني ويعطيني نفسه.

يا له من إله! ويا له من أبّ.

«فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ».