العودة الى الصفحة السابقة
الإيمان

الإيمان

القس. جون نور


من يدرس الكتاب المقدس فلن يمضي عليه وقت طويل حتى يبدأ يشعر بأهمية الإيمان. فلا يستطيع الإنسان الخاطئ أن يخلص بدون إيمان (أفسس 8:2، 9). ولذلك فمن المهم أن نعرف معنى هذه الكلمة.

ما هو الإيمان؟

الإيمان هو الثقة الشخصية. ونستعمل هذا المعنى في محادثاتنا العادية. فنقول «لي ثقة تامة بطبيبي» ونعنيإننا نوكل إليه بارتياح معالجة أمراضنا. وهكذا نرى في الكتاب المقدس أن الإيمان هو الثقة الشخصية بالله. وهذا يعني إننا نؤمن بما يقوله، ونثق به ليخلصنا ويحفظنا.

من أين يأتي الإيمان؟

عندما ننظر حولنا في العالم نتحقق أن بعض الناس ليس لهم إيمان بالله، ولهذا فهم غير مخلصين. وهذا يؤدي بنا إلى الاستفهام عن مصدر الإيمان. وفي المعنى الحقيقي الثابت إن هذا الإيمان هو عطية الله (يوحنا 27:3).

ولكن كيف يقبل الإنسان الإيمان؟ ونجد الجواب على هذا في (رومية 17:10) «إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله». لذلك إذا لم يكن لإنسان إيمان بالله فينبغي أن يقرأ الكتاب المقدس. وعندما يقرأه ينبغي أن، يصلي هكذا يا رب إذا كان هذا الكتاب هو كلمتك، وإذا كان يسوع المسيح هو ابنك، وإذا كان المسيح قد مات لأجلي فأرني هذه الأمور عندما اقرأ الكتاب المقدس. وقد وعد الله إن أي شخص يشاء أن يعمل مشيئته يأتي إلى معرفة الحق (يوحنا 17:7).

ما هو الموضوع الحقيقي للإيمان؟

ينبغي أن يكون للإيمان موضوع. وهذا الموضوع قد يكون إما شخصاً كقريب أو صديق، وإما جماداً كطيارة أو مصعد.

ولا يكفي الحصول على الإيمان، بل ينبغي أن يوضع الإيمان في موضوع موثوق به. فقد يكون لإنسان ثقة في سيارته بأن توصله إلى مكان معين، ولكن إذا كانت سيارته في حاجة ماسة للتصليح فإنه سيجد بعد قليل إن إيمانه أو ثقته بسيارته لم تكن في محلها.

إن الكتاب المقدس يعلن أن الرب يسوع المسيح هو الهدف الحقيقي للإيمان (أعمال 21:20) والأمر المهم ليس مقدار ما عند الإنسان من الإيمان أو نوع ذلك الإيمان بل هل إيمانه في المسيح. إن كان هكذا فهذا الإنسان يخلص.قد يؤمن إنسان بكل ما يقوله الكتاب عن المسيح ومع ذلك لا يكون لذلك الإنسان إيمان بالمسيح نفسه. وقد تؤمن إن قطاراً معيناً سيغادر المحطة الساعة الحادية عشرة صباحاً وإنه سيصل إلى مدينة بعيدة الساعة الخامسة مساء. قد تؤمن بجميع هذه الحقائق عن القطار ومع ذلك فإنك لا تؤمن فعلاً بالقطار حتى تركبه واثقاً بأنه سيوصلك إلى الجهة التي تقصدها.

وهكذا فقد تؤمن أن المسيح ولد في بيت لحم، وإنه مات على الصليب، وإنه قام من بين الأموات، وصعد إلى السماء، ولكنك لا تكون قد آمنت به بالفعل ما لم تثق شخصياً بأنه يخلصك من خطاياك ويوصلك إلى السماء.

أمثلة على الإيمان:

إن الكتاب المقدس مملوء بالأمثلة على الإيمان. وقد دعى الإصحاح الحادي عشر من الرسالة إلى العبرانيين «سجل الشرف للإيمان» لأنه يذكر عدداً من المؤمنين والمؤمنات المشهورين بإيمانهم في العهد القديم.

ويمكن اقتباس مثلين آخرين للإيمان من العهد الجديد.

أولهما: إيمان قائد المئة (متى 5:8 – 10). آمن قائد المئة إن المسيح يستطيع أن يشفي خادمه بقوله كلمة واحدة فقط.

وثانيهما: إيمان المرأة الكنعانية (متى 22:15 – 28). إن الإيمان المتواضع والمُلح عند هذه المرأة الأممية خولها للحصول على ما طلبت، لأنه كان لها إيمان عظيم لشفاء ابنتها.

مكافأة الإيمان:

لا يمضي الإيمان الحقيقي بلا مكافأة. ولم يحدث إن كانت ثقة أحد باطلة. فكل خاطئ طالب الخلاص، وقد تاب عن خطاياه ووضع ثقته بالرب يسوع – نال الخلاص قال المخلص: «من يأتي إليّ لا أخرجه خارجاً» (يوحنا 37:6).