العودة الى الصفحة السابقة
إله الوعد

إله الوعد

القس. جون نور


يعمل الله في حياة أولاده بالوعود، ففي ظل العهد القديم أثبت الله أنه أمين على كلمته، إذ أنه كل مرة كان الشعب يطيعه ويقوم بدوره في اتفاقية العهد كانوا يرون البركات والنجاح الذي وعدهم به:

«مبارك الرب الذي أعطى راحة لشعبه حسب كل ما تكلم به ولم تسقط كلمة واحدة من كل كلامه الصالح الذي تكلم به عن يد موسى عبده»(1 مل 56:8).

ومازال الله هو إله الوعد في ظل العهد الجديد، فسيرى هؤلاء الذين يعيشون مؤمنين بكلمته تحقيقاً لكل وعود الله في حياتهم بأن يفعل ويعطي.

كتب بولس الرسول عن إبراهيم قائلاً:

«ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله. وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضاً» (رو 20:4 – 21).

فإن تحيا بالإيمان معناه أن تحيا بوعود الله!

لا يكفي أن تؤمن أن الله يعد، ولكنا سنحيا بالإيمان فعلاً إذا كنا نثق في أن الله يتمم كلماته في حياتنا.

ويمكن لنا أن نؤمن بأن يسوع يمكن أن يفعل اليوم بروحه نفس الأمور التي فعلها بنفسه عندما كان على الأرض منذ ألفي عام مضت، ربما نؤمن بالتالي بأن يسوع يستطيع أن يشفي المرضى وأن يصنع المعجزات.

ولكن هذا لا يعني أبداً أننا نؤمن بأن يسوع يستطيع أن يفعل هذه الأمور استجابة لصلواتنا، فهو يختبر الإيمان بالأسلوب الذي شرحه يسوع ليس فقط عندما نؤمن بيسوع أو بما يستطيع يسوع أن يفعله ولكن عندما نؤمن بأن يسوع سيفعل ما نطلبه منه، وعندما نتخذ خطوات عملية بشأن وعود الله.

ليس الإيمان هو الإيمان بأن يسوع يستطيع أن يفعل اليوم فقط، ولكن الإيمان هو الإيمان بأن يسوع يفعل هذا، وأنه يسدد الاحتياج، ويستجيب الصلاة، ويغير المواقف، ويصنع المعجزات لو كانت هناك حاجة إليها!

فإذا كنت تؤمن بالفعل بالكلمة ستضعها موضع التنفيذ في حياتك، وسترى الله يفعل هذه الأمور التي تحدث عنها في حياتك ووعدك بها.

فالإيمان هو: سماع ما يقوله الله. ..قبوله أو تصديقه. ...والتصرف وفقاً لهذا الإيمان.

لم يلغ يسوع المواعيد القديمة التي أعطاها الله للشعب القديم، ولكن المواعيد الجديدة التي يعطيها يسوع هي مواعيد أفضل من المواعيد القديمة! لعهد أعظم قد تثبت على مواعيد أفضل (عب 6:8).

لقد أتى يسوع ليؤكد المواعيد القديمة. وأتى ليعطي مواعيد جديدة.

والأب سيكرم كل هذه المواعيد، وهذا معناه أننا سنرى هذه المواعيد تتحقق في حياتنا عندما نؤمن بها، وعندما نمتلك الإيمان لنؤمن بها!

عندما تكون في احتياج خاص، ربما تلجأ إلى الكتاب المقدس طالباً المعونة وتكتشف عدة آيات لها علاقة بالموقف الذي تمر به، بما فيها من وعود كثيرة، ولكن المشكلة تكمن في كيف تؤمن بهذه الوعود.

ولكن الأمر ليس دائماً بهذه السهولة، والله لا يريد أن يلجأ أولاده إلى كلمته عندما يكون لديهم احتياج خاص فقط، فهو يريدهم أن يحيوا بوعوده دائماً لأنهم عند هذه المرحلة سيحيون بالإيمان والثقة فيه، فبطريقة ما يجب أن تتحول الوعود إلى كلمات حية عميقة في داخل أعماقنا، فكيف يمكن أن تنتقل هذه الكلمات من الرأس إلى القلب؟

فيما يلي طريقة بسيطة ستساعدك على الاحتفاظ بوعود الله في داخلك، وقد وجدت أن هذه الطريقة أكثر فاعلية ليس فقط بالنسبة لي أنا شخصياً ولكن بالنسبة لكثيرين غيري.

خذ أحد الوعود سواء عن العهد القديم أو العهد الجديد فقد ورثت كل هذه الوعود لأنك ابن للعهد.

خذ الوعد الذي قررت أن تستخدمه وكرره على مسامعك ببطء لعدة مرات، وإذا كنت بمفردك قد ترغب في أن تكرره بصوت مرتفع، ولكن بهدوء، وعادة ما يساعد هذا الأسلوب على الاسترخاء، ولكن لا تحاول أن تجد معنى لهذه الكلمات في ذهنك، ولكن اسمع الله وهو يتحدث بهذه الكلمات لك ولروحك، وكرر الوعد على نفسك مرة ومرات واقبله، في البداية، ستقضي دقائق معدودة مع كل وعد ولكن عندما تعتاد على هذا الأسلوب في الصلاة ستستطيع التركيز على نفس الجملة لمدة أطول، ومن الأفضل أن تقضي دقائق معدودة مرة أو مرتين في اليوم ثم تحاول أن تطيل هذه الفترة كل مرة.

ربما لن يحدث شيء غير طبيعي، وعادة ما ستشعر بأنه لم يحدث شيء على الإطلاق، ولكن عندما تستمر مع نفس الكلمة الخاصة بالوعد لمدة أسبوع أو أكثر، ستصبح جزءاً منك، ومن ميراثك كابن لأبيك السماوي.