العودة الى الصفحة السابقة
ادخلوا من الباب

ادخلوا من الباب

القس. جون نور


يقول ربنا يسوع المسيح:«ادخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه. احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية».

الباب الضيق من هو؟ الإجابة: هو المسيح الذي قال:«أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى»(يو 9:10). والمسيح الباب نرى فيه المقاومات التالية:

انه هو الباب الواحد والوحيد: يقول عنه الرسول بطرس:«وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص»(أع 12:4). ويكتب عنه الرسول بولس..«لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع»(1 تي 5:2، 6). ويكتب عنه الرسول يوحنا: «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله»(يو 36:3).

إن الرب ما زال ينادي قائلاً:«إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب»(يو 37:7)،«إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشى معه وهو معي...»(رؤ 20:3).

يقول الرب يسوع: ادخلوا من الباب الضيق (مت 7:13). والمعنى هو: يجب أن تترك كل ما تحمل وتتخلى عن كل ما أنت متعلق به من خطايا ورزايا، وشرور، عادات وشهوات، دوافع وتصرفات.

فالله قدوس ولن يتساهل أو يتوافق مع الخطية مهما كانت أسبابك واعتذاراتك إن أردت أن تدخل إليه أو تدخل به إلى شركة حقيقية روحية صحيحة وصادقة مع الله فلابد أن تترك ما تحب أكثر منه ويعطل علاقتك به.

يقول المسيح: «إن دخل بي أحد فيخلص» (يو 9:10)، فهو المكتوب عنه:«وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم»(مت 21:1). وهو الذي بشر به الملاك الرعاة قائلاً عنه:«إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب»(لو 11:2).

يكتب داود مترنماً:«الرب راعي فلا يعوزني شيء. في مراع خضر يربضني. إلى مياه الراحة يوردني»(مز 1:23، 2). هل لاحظت الشبع والراحة «مراع خضر يربضني»؟ هل رأيت الوفرة والغنى والسخاء والكثرة «مراع» وليس مرعى؟ و«يربضني» تعني: آكل وأشبع وأنا مستريح أو نائم.

بعيداً عن الرب لا تجد النفس سوى الجوع والهلاك. هل قرأت عن حسرة وجوع وألم الابن الضال«كان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الذي كانت الخنازير تأكله. فلم يعطه أحد .. كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً» (لو 16:15، 17)؟ ثم ماذا صنع الأب عندما عاد إليه ابنه الجائع الضال«قدموا العجل المسمن واذبحوه فنأكل ونفرح»(لو 23:15).

الباب الواسع:الواسع يقول عنه ربنا يسوع: «لأنه واسع الباب» (مت 13:7). هو طريق الشيطان والغواية والبعد عن الله وعن حياة القداسة، حيث ترتع النفس في مستنقع الخطية والآثام بلا ضوابط أو قيود؛ فكل شيء لدى الداخلين منه مباح وممكن، فلا موانع أو قيود. يصنعون الإرادة الذاتية بالاستقلال عن الله ولسان حالهم: «لنقطع قيودهما (التحرر من شخص الرب ومسيحه) ولنطرح عنا ربطهما (وصاياه)»(مز 3:2).

الطريق الرحبيقول عنه الرب يسوع:«لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك. وكثيرون هم الذين يدخلون منه»(مت 13:7).

وهذا الطريق يتوافق كل التوافق مع الطبيعة البشرية الساقطة وميولها ورغائبها ويتعارض كل التعارض مع الطبيعة الروحية والأدبية الإلهية.

والسائرون في هذا الطريق لسان حالهم هو الاستقلال الذاتي عن الله وفعل الإرادة الذاتية«قائلين لا نريد أن هذا يملك علينا»(لو 14:19).

إن أصحاب ديانة الأعمال يمارسون القتل وسفك الدم بسهولة ويُسر وكأنهم يقدمون خدمة لله، والتدين الخارجي الزائف يجعل القتلة والسفاحين يتقدمون الصفوف. أليس هذا ما نراه في كل مكان وفي أي زمان على مدى التاريخ الإنساني إن الديانة البشرية لم تقد الإنسان إلا للقساوة والفراغ والاستقلال عن الله.

إن الشيطان يحمل لك شيئاً كأنه ممتع ليضمن تبعيتك له وسعيك وراءه، ليبعدك عن الرب فادي نفسك، وليقودك إلى الذبح الأبدي، فانتبه لأن الطريق الرحب مُهلك ونهايته الهلاك.

لقد أفسدت هذه الأمور حياة الإنسان وملأته بالشقاء والتعاسة والحزن. كم من الملايين أضاعتهم النزاعات والخصومات لأسباب دينية وعقائدية، سياسية واجتماعية، ثقافية.

والخاطئ الذي رفض نداء محبة الله في شخص وعمل المسيح على الصليب، وفضل الحياة مع الشيطان هنا سيكون معه إلى الأبد. لأن الباب الواسع يُدخل إلى الطريق الرحب الذي بدوره يؤدي إلى الهلاك الأبدي.