العودة الى الصفحة السابقة
يسوع وحده

يسوع وحده

جون نور


ينبغي أن يعرف الإنسان أن خلاصه في يسوع المسيح وحده دون سواه. ففي يسوع كل الكفاية للخلاص من جرم الخطية وسلطانها. لقد دعي إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم.

لقد سر الله منذ الأزل بتدبير طريق للخلاص بواسطة إبنه الوحيد. ولكي يتم الخلاص تجسد يسوع، وإذا وجد في الهيئة كإنسان، أطاع حتى الموت. موت الصليب. ولو كان هناك طريق آخر للخلاص لعبرت عن المسيح كأس المرار. ولو كان في الإمكان أن نخلص بواسطة أخرى لما بذل يسوع حياته لأجلنا. لقد قدمت النعمة غير المحدودة أعظم تضحية، ولأجلنا بذلت المحبة الإلهية ذاتها.

فكيف نظن أنه توجد طريقة أخرى للخلاص غير الطريقة التي دبرها الله، المعلنة بكل وضوح وجلاء في كتابه المقدس؟. حقاً ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص.

من الخطأ أن نظن أن خلاص المسيح يحتاج إلى مجهود بشري لكي يصبح كاملاً. أي صلاح فينا يمكننا أن نضيفه إلى دم المسيح وبره؟. كثوب عدة كل أعمال برنا. فهل تصلح هذه لتكمل بره الغالي؟. هل يمكن أن تخلط الأسمال البالية مع الحرير الناصع البياض؟. التراب مع التبر؟. إنها إهانة عظمى للمخلص أن نفكر مثل هذه الأفكار. إنها خطية قائمة بذاتها بغض النظر عن خطايانا السالفة التي عملناها.

حتى وإن كان لنا أي بر نفتخر به، وأن كانت أوراق التين التي تسترنا لا تجف سريعاً، فمن الحكمة أن نضعها جانباً، ونقبل بر المسيح، فلا شك أن الله يسر به أكثر من أي شيء في طبيعتنا.

أي صلاح يوجد فينا؟؟ ليس من يعمل صلاحاً. ليس ولا واحد.

ومعنى هذا أننا نعامله بالطريقة التي يحبها هو، لأنه يريد أن جميع المتعبين والثقيلي الأحمال يأتون إليه فيريحهم. إن كان يخامرنا أدنى شك في أنه قادر أن يخلص إلى التمام. فإننا نحدد قوته الإلهية ونلقي ظلاً من الشك على محبته الأبدية، بل ونجرح شعور صديق الخطاة. وفي هذه الحالة نسيء إلى كرامته في أسمى معانيها - ألا وهي قدرته ورغبته في أن يخلص كل من يتقدم به إلى الله.

حين تشب النار في المنزل يتعلق الطفل الصغير برجل المطافئ ويتشبث به دون أن يتساءل عن قوة ساعديه أو إخلاص قلبه في إنقاذه، لكنه يتمسك به بكل قوته. وبينما تشتعل النار، وترتفع ألسنتها، ويكاد دخانها يعمي الأبصار، يمسك الطفل الصغير برجل المطافئ، ويطوق عنقه بذراعيه الصغيرتين، فيحمله الرجل وينقذه من الموت المحقق.

بهذه الطريقة نفسها التصق بيسوع وهو قادر أن يخلصك من نيران الخطية. ينبغي أن نثق في قدرة الرب يسوع، فهو كإله قادر أن يخلص وكإنسان يرثي لضعفاتنا. وبما أنه إله وإنسان في نفس الوقت، فهو يشترك مع الله في قداسته، ومع الإنسان في بشريته.

اذكر أنه هو نفسه الطريق فهو لا يحتاج إلى طريق آخر يوصلنا إليه. إطرح هذه الأفكار جانباً واحترس منها فهي أشر أنواع التجديف على الله المحب.

هل يمكن أن نأتي إلى الرب يسوع وفي أيدينا شيء نقدمه له ثمناً لخلاصه؟ وهل يحتاج إلى شيء منا؟ وإن كان حقاً يحتاج، فأي شيء يمكن أن نقدمه له؟ وهل يبيع بركات الفداء التي لا تقدر بثمن؟ الفداء الذي اشتراه بدمه الثمين، هل يبيعه لنا بدموعنا، وتعهداتنا وعواطفنا، وأعمالنا؟

إن الذي يحاول أن يدفع ثمناً يجهل شخصية من يتعامل معه. فهو ليس تاجراً، لكنه شخص كريم يمنح مجاناً بحسب ما تملي عليه محبته. في إمكان الخطاة أصحاب الأيدي الفارغة أن يأخذوا كل ما يريدوا. فكل ما يحتاجونه عند يسوع، وهو يعطي لكل من يسأل. لكن ينبغي أن نؤمن أنه الكل في الكل، وينبغي ألا نحاول أن نضيف شيئاً للعمل الذي أكمله هو، أو نعمل شيئاً به نصبح مستحقين لنوال ما يمنحه هو للخطاة الغير المستحقين.

والسبب في أن الإيمان هو طريق الحصول على غفران الخطايا والحياة الأبدية، هو أن هذا الطريق قد رسمه الله. فقد وعد الله في كتابه المقدس أن يخلص كل من يؤمن باسم الرب يسوع، ولن يتخلى عن وعده إلى الأبد. إن مسرته بإبنه الوحيد تجعله يسر أيضاً بكل الذين يحتمون به كرجائهم الوحيد. وهو يعترف بكل من يعترف بالإبن. وهو يخلص كل من يطلب الخلاص من الفادي الذي سفك دمه. وإكراماً لإبن محبته، لا يسمح لفشل أي إنسان يثق في الإبن (من يؤمن بالإبن له حياة أبدية).

إن كنت تثق بالرب يسوع وحده فلا خوف البتة لأنك ستخلص حتماً الآن. حين يؤمن الإنسان يصبح في شركة مع الله، وهذه الشركة هي عربون البركة. فالإيمان يخلصنا لأنه يربطنا بالرب يسوع، وبما أن المسيح والله واحد، فإننا نرتبط بالله الآب أيضاً.

حينما يثق الإنسان في أعماله، أو صلواته، أو حسناته، فهذه كلها لا تخلصه، لأن الرباط الوحيد الذي يربط بين الإنسان وبين الله هو الرب يسوع المسيح. لكن الإيمان وإن كان يبدو كالحبل الرفيع، إلا أن طرفه في يد الإله العظيم على شاطئ الأمان، وحينما تشده القوة الإلهية، ينجو الإنسان الذي يمسك به من الهلاك.

ما أمجد الإيمان لأنه يربطنا بالله بواسطة المخلص الذي عينه، الرب يسوع المسيح. أيها القارئ، ألا تتفق هذه الحقائق مع المنطق؟

فكر فيها ملياً، وليتك تتحد مع الله عن طريق إيمانك بالرب يسوع.