العودة الى الصفحة السابقة
الخطية تعطل الإيمان

الخطية تعطل الإيمان

جون نور


مع أنه ليس من الصعب أن نؤمن بذاك الذي لا يكذب، وأن نثق في الشخص القادر أن يخلص إلى التمام، إلا أنه قد تأتى معطلات تجعل الإيمان صعباً للغاية. وقد لا يظهر المعطل لكنه موجود.

قد يتمتع الإنسان ببصر قوي ومع ذلك لا يتمكن من رؤية الشيء بسبب وجود حاجز في الوسط يحجب الرؤية. إن منديلاً صغيراً تربطه على عينيك يستطيع أن يمنعك من رؤية الشمس الساطعة. آه، ما أكثر الأربطة التي يغطى بها الناس أعينهم فلا يبصرون. إن خطية واحدة محبوبة في إمكانها أن تعطل النفس عن الإيمان بالمسيح.

لقد أتى الرب يسوع ليخلصنا من الخطية. وطالما نصر على البقاء في الخطية فإن المسيح لا يتعامل علينا. إذا شرب إنسان سماً وأسعفه الطبيب فإنه ينجو من الموت. لكن إن أصر المريض على الإستمرار في شرب السم، فكيف يمكن للطبيب إنقاذه؟؟. إن أهم ركن في الخلاص هو أن يترك الخاطئ خطاياه ويبتعد عنها.

في إمكان السكير أن يخلص إذا آمن بالمسيح بمعنى أنه يخلص من حالة كونه سكيراً. لكن إن كان يصر على الإستمرار في شرب الخمر فإنه لن يخلص أبداً. لا يمكن أن يخلص إنسان وهو لا يزال يحب الخطية. من المحال أن يخلص شخص يصر على البقاء في خطاياه.

ينبغي أن نتحرر من حب الخطية، وهذا لا يأتي إلا بالثقة الكاملة في المخلص. والإيمان الذي لا يقود صاحبه إلى هذه النتيجة هو إيمان باطل.

لنفرض إن إنساناً ذهب إلى مكتب السفر ليسأل عما إذا كان في إمكانه أن يذهب إلى أمريكا. وحينئذ يقال له أن هناك باخرة على وشك السفر وليس عليه سوى أن يذهب إلى الميناء ليركب فيها. لكنه يقول: لا أريد أن أترك عملي هنا في بلدي طوال مدة سفري على الباخرة لا شك أن مدير مكتب السياحة سوف يشك في قواه العقلية لأنه كيف يستطيع أن يجمع بين السفر على الباخرة والبقاء في بلده في نفس الوقت؟؟ هكذا تظاهرك بالإيمان بالمسيح رغم بقائك في الخطية يعني أنك تحاول أن تخدع المسيح بهذا التظاهر الكاذب. أناشدك أيها المستمع العزيز ألا تقع في هذه الخطية وترتكب هذا الذنب. حاشا للمسيح أن يكون خادماً للخطية.

حين تتراكم القشور الميتة على سطح الشجرة فإنها تسد مسامها وتحرمها من الغذاء وتهددها بالموت. ولا توجد سوى طريقة واحدة بها تنقذ الشجرة من الموت وهي أن تقلم وتنزع عنها كل القشور الميتة. لا يمكن أن تبقى الشجرة والقشور معاً. إما أن تبقى الشجرة وإما أن تبقى القشور، هكذا الخاطئ إذا إحتفظ بخطاياه فسوف يموت فيها، لكنه إذا عزم على النجاة، فإن الرب يسوع قادر أن يخلصه إن سلم نفسه له بالتمام.

ترى ما هي خطيتك المحبوبة؟؟ هل هي خطية ظاهرة وكبيرة؟؟ إن كان الأمر كذلك فينبغي أن تخجل منها وتتركها. هل هي محبة العالم؟؟ أو الخوف من البشر؟؟ أو الربح القبيح؟؟ بكل تأكيد ينبغي ألا تحرمك إحدى هذه الخطايا من المصالحة مع الله. لماذا تبقى في عداوة مع الله، تحت الغضب الإلهي، بسبب خطية خاطئة؟؟ هل هناك محبة غير بريئة ترعى في قلبك؟؟ هل يوجد من يستحق أن يستأثر بمحبتك أكثر من الرب يسوع؟؟ أليست هذه خيانة حينما تعطى قلبك لشخص آخر غير الرب إلهك؟؟

ربما تقول إنك لا تستطيع أن تتخلى عن خطيتك المحبوبة لأنها قد أصبحت عادة متأصلة فيك وأن تركها يسبب لك خسارة جسيمة ويضيع مستقبلك. إن كان الأمر كذلك فإن حالتك ينطبق عليها قول المسيح (إن كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم). من الأفضل لك أن تدخل السماء بدون مستقبل أرضي من أن يكون لك مستقبل زاهر ولكنك بعيد عن المسيح. خير لك أن تكون مؤمناً تعرج على رجل واحدة من أن تكون خاطئاً تقفز بكلتا رجليك. أفضل لك أن تكون جندياً صغيراً في جيش المسيح من أن تكون قائداً عظيماً في جيش الشيطان. إن كنت تربح المسيح فإن ما ستفقده لن يكون خسارة على الإطلاق. لا شك أن الكثيرين إضطروا أن يتركوا أشياء كثيرة لأجل المسيح، لكن إن كانت هذه هي الطريقة التي بها دخلوا الحياة الأبدية، فهم لم يخسروا شيئاً على الإطلاق. والآن أيها المستمع العزيز، هوذا صوت الله يناديك - كما نادى يوحنا بنياناً قديماً - قائلاً:

هل تريد أن تحتفظ بخطاياك وتذهب إلى الجحيم؟؟

أو أن تترك خطاياك وتذهب إلى السماء؟؟

ينبغي أن تقرر مصيرك الآن عند هذه النقطة. أيهما ستختار: المسيح وخلاصه؟؟ أم الخطية المحبوبة والهلاك الأبدي؟؟ لا يوجد حل وسط. إن كنت تؤجل أو ترفض البت في الأمر فهذا يعني إصرارك على إختيار الطريق الشرير الذي تسير فيه. أما إذا رغبت أن تترك كل خطية فإن الرب يسوع سوف يمكنك من تنفيذ رغبتك في الحال. لقد غيرت نعمته إتجاه ميولك ورغباتك، وجددت قلبك - لذلك إطمئن لأنه سيقويك فتنتصر على كل تجربة تقابلك وسوف تطيع وصاياه يوماً بعد الآخر. سوف يطرد الشيطان بعيداً عنك، ويمكنك من الإنتصار على العادة الشريرة التي طالما إستعبدت لها. وإن وجد فيك سبعة شياطين مثل مريم المجدلية فهو قادر أن يخرجهم في الحال. لا توجد حدود لقوته المطهرة.

إن الذي أوجد فيك الإرادة لتحيا حياة القداسة سوف يرتب لك كل الأمور الأخرى لتعمل لمجده، فلولا عمل نعمته السرى في داخلك لما وجدت عندك الرغبة لترك الخطية. إن ثقتك فيه الآن تدل على أنه قد بدأ فيك عملاً صالحاً ونحن نؤكد لك أنه قادر أن يتمم أيضاً.