العودة الى الصفحة السابقة
القلق خطية

القلق خطية

جون نور


القلق خطيئة –، أصبحت مادة هراء شيطاني وهجاء سخيف. وليس هو مرضاً تركيبياً ذا مبرر، أو ضعفاً وراثياً يبتلى به. فلا تظن أنك تستطيع أن تتسامح مع نفسك إذا كنت ضحية عاجزة لحالة لا تمكن السيطرة عليها.

والقلق خطية لسببين:

  1. لأنه عدم ثقة في صدق الله.

  2. ولأنه مؤذ لهيكل الله. ولنبحث في كل من هذين السببين مفصلاً:

  1. القلق هو عدم ثقة في صدق الله: فعندما تستسلم للقلق فإنك تتهم الله بأنه كاذب غير صادق. ولكن كلمة الله تقول في رومية 28:8: {ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده}.

    والقلق يقول: {أنت تكذب يا الله}.

    الله يقول في كتابه: {إنه عمل كل شيء حسناً}(مر 37:7).

    القلق يجيب: {أنت تكذب يا الله}.

    فيجيب الله في كتابه: {أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني}.

    والقلق يقول: {أنت تكذب يا الله} (فيلبي 3:4).

    لكن كلمة الله تصرح: {فيملأ الهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد في المسيح يسوع}. (فيلبي 19:4).

    القلق يجيب: {أنت تكذب يا الله}.

    والله يقول في كتابه المقدس: {لا أهملك لا أتركك} (عب 5:13).

    فيقول القلق: {أنت تكذب يا الله}.

    لكن كلمة الله تصرح قائلة: {يعتني بكم} (1 بط 7:5).

    والقلق يقول: {أنت تكذب يا الله}.

    الله يجيب في كتابه المقدس: {فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها} (مت 31:6 – 32).

    فيعود القلق ويجيب: {أنت تكذب يا الله}.

    من المرجح أنه لا يوجد شيء يدفع بالإنسان إلى القتال أكثر من أن تنعته بالكذاب. هذه شريعة غير مكتوبة. وليس في وسع الإنسان أن يصف الناس بالكذب كيفما شاء. فإن كان من المهين أن تدعو أي رجل كاذباً – رغم أن داود الملك أصاب كبد الحقيقة عندما قال: {كل إنسان كاذب} (مز 11:119) – فكم بالحري لا يبرر اتهامك جلالة الله بالكذب، خاصة وأنه الله {المنزه عن الكذب}؟ والسبب الثاني

  2. القلق خطية لأنه مفسد لهيكل الله: أن الله يسكن في قلب كل مؤمن: {أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟}( 1 كو 6:3). والقلق يوهن ويدمر هيكل الله، الذي هو جسدك. واعلم، يا أخي المسيحي، أن الأمراض التي يسببها القلق كثيرة جداً، ويكفي أن نذكر منها ما يلي: أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، الربو، داء المفاصل، القرحة، الزكام، خلل الغدة الدرقية، التهاب المفاصل، الصداع القوي، العمى، وجيش من الاضطرابات المعدية عدا القرحة – ناهيك من خفقان القلب، وألم الظهر والرقبة، وسوء الهضم، والغثيان، والامساك، والإسهال والدواء، والتعب المجهول السبب، والأرق، والحساسيات، والشلل العرضي. وهناك أسباب عديدة أخرى يمكن أن نذكرها، وجميعها تبين أن القلق خطية. خطية لأنه ينم عن حياة بلا صلاة. وقد جاء في سفر صموئيل الأول 23:12: {وأما أنا فحاشا لي أن أخطئ إلى الرب فأكف عن الصلاة من أجلكم}. وجاء في سفر أشعياء قول النبي: {ذو الرأي الممكن تحفظه سالماً سالماً لأنه عليك متوكل} (اشعياء 3:26).

    ما من إنسان يقدر أن يصلي ويقلق في آن واحد. فإنك، عندما تصلي، يكون ذهنك ثابتاً في المسيح، ولك وعده اليقين بالسلام، وعليه ينتفي القلق.

    والقلق خطية لما يجلبه على الأسرة. واليك قول بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس (22:5 و 25 و 33): {أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه، وأما المرأة فلتهب رجلها}. وغالباً ما تخرق هذه الوصايا فتخالف، عندما يدخل القلق إلى بيوتنا.

    القلق خطية لأنه يقوض ويكسر شهادتنا المسيحية. قال المسيح في متى 16:5: {فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات}. فما أن تقلق حتى تخرق ارادته، كما هو بين في هذه الآية. وإني لاؤثر إرسال عربة موتى للتنزه على أن أرسل أحد هؤلاء المؤمنين القلقين للتعامل مع نفس ضالة.

    القلق خطية، والكتاب المقدس المقدس وحده يعالج مشكلة الخطية. فمنطقي جداً إذن أن ألجأ إلى كتاب الله لنجد الحل المناسب لهذه المشكلة. ونجد هذا الحل في فيلبي 4:4 - 8: {أفرحوا في الرب كل حين. وأقول أيضاً: أفرحوا. ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس: الرب قريب. لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر. لتعلم طلباتكم لدى الله، وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع. وأخيراً أيها الأخوة: كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسر، كل ما صيته حسن، أن كانت فضيلة، وإن كان مدح – ففي هذه أفتكروا}.

وهنا نضع أمامك هذه القاعدة للتغلب على القلق: الحمد + الاتزان + الصلاة= السلام والاطمئنان. إن العمل بهذه القاعدة مفيد جداً يلطف جو كثير من البيوت، ويحول كثيراً من الأعمال المتعثرة إلى أعمال مثمرة وناجحة ومستقرة، ويحسن – بل يرفع – المستوى الدراسي عند كثير من الطلاب، كما ويضفي معنى وهدفاً على حياة كثيرين من الناس التي هي متقلبة غير مستقرة، أشبه كريشة في مهب الريح أو بسفينة بلا دفة، وينقذ كثيرين من موت سابق لأوانه، حيث أن هذه القاعدة تشفي كثيرين من اضطرابات وأمراض جسدية وعاطفية لو تركت دون معالجة لأضحت أمراضاً عضوية مميتة.

عزيزي أدعوك لكي تلقي همك على الله فيخلصك من القلق ثق في صدق كملة الله والتجأ إليه عند الضيق.