العودة الى الصفحة السابقة
كل ما تطلبونه يكون لكم

كل ما تطلبونه يكون لكم

جون نور


تقول كلمة الله في انجيل مرقس الإصحاح الحادي عشر والعدد الرابع والعشرون:

«لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم».

لا يقول يسوع إذا كنت تشعر بشيء يكون لك، ولا يقول إذا كنت تختبر شيء يكون لك، ولا يقول إذا حدث شفائك بالصدفة يكون لك.

ولكنه يقول: «فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم».

عادة ما يكون وقت الصلاة ليس هو الوقت الذي يمتحن فيه إيمانك، ولكن ما يعقب ذلك واتجاهك فيما بعد هما وقت الامتحان.

فمعنى أن تصلي بإيمان هو أن تعرف أن الله هو أبوك المحب الأمين الذي ربط نفسه بك برباط العهد والذي سيحفظ وعوده، وبالتالي كل ما تطلبه في اسم يسوع سيفعله لك، فعليك أن تستمر في الصلاة مؤمناً بأنك حصلت على ما طلبت، فيكون لك ولكن لا يمكنك أن تملي على الله كيف يفعل هذا الأمر أو متى يفعله، ولكنك تعلم أنه سيفعله.

لا يريدك الله أن تطلب بإيمان وتؤمن بأنك حصلت على ما طلبت فحسب، بل أن تحتمل بصبر حتى ترى تحقيق الوعد وحتى تصلك الاستجابة.

وفيما أنت تنتظر وصول استجابة صلاتك، سيحاربك الشيطان كثيراً لتشك.

عندما تستسلم الناس ويتوقفون عن التطلع إلى الله ليحصلوا على استجابة لصلواتهم عادة ما تكون هذه علامة لي أنهم لا يؤمنون، فهم لم يؤمنوا بأنهم حصلوا على الاستجابة. يريد الله أن يستخدم وقت الانتظار في بناء ثقتك في أمانته، فعادة ما يرغب في أن يظهر لنا أننا لا نملك الإيمان الذي يريدنا أن نملكه.

تنم تكرار الصلاة كثيراً عن نقص الإيمان هذه حقيقة أكيدة، فعلى سبيل المثال إذا كنت بحاجة إلى الشفاء يمكنني أن أقول: «يا رب، من فضلك اشفني» وفي الغد يمكنني أن أكرر نفس الصلاة، واليوم الذي يليه وأجد أن شهراً قد مر وأنا أصلي نفس الصلاة: «يا رب من فضلك اشفني».

من الواضح أنني مستمر في الصلاة، ولكنني لست مستمراً في الصلاة بإيمان، وفي هذه الحالة سأجد نفسي أصلي نفس الصلاة لمدة سنة وأتعجب لماذا لم يستجيب لي الله؟

فيمكن أن نترجم كلمات يسوع التي تقول: «اسألوا تعطوا» إلى استمروا في السؤال تعطوا والآية التي تليها «فكل من يسأل يأخذ»إلى كل من يستمر في السؤال يأخذ.

لهذا يطلب منا يسوع أن نستمر في الصلاة والتي هي بمعنى آخر أن نستمر في الإيمان حتى تصل الاستجابة، ويجب ألا نمل إذا كانت الظروف الخارجية لا تتغير في الحال. يقول بولس:

«لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله»(في 6:4).

الصلاة بإيمان لا تعني أن تملي على الله ما الذي يجب أن يفعله، ولكن أن تثق في أنه يحفظ كلمته، وتعلم في قلبك أنه سيفعل، فإنك لا تحرج الله عندما تستمر في العلاج الطبي الذي تتلقاه، فعادة ما تكون هذه هي القناة التي يستخدمها الله في شفاء هذا الشخص.

ومن ناحية أخرى، هناك تعليم كثير عن الصلاة والإيمان يؤكد على أن الناس وكل ما يفعلونه هو تعبير عن إيمانهم، فهناك حاجة إلى الإيمان في الصلاة ففي بعض الأحيان عندما يصلي الإنسان هذا لا يعني أنه يمتلك إيماناً بحجم حبة الخردل التي تحدث عنها يسوع وأنه متأكد أن بذرة الصلاة ستحصد الحصاد المطلوب.

من الأسهل أن تصلي عن أن تؤمن! من الممكن أن تطلب ولكن بدون الإيمان الذي تحدث يسوع عنه.

يأتي كثيرون إلى الصلاة ويؤمنون حقاً أن الله سيشفيهم، ولكنهم يرجعون وكلهم خيبة أمل لأنهم يشعرون «أنه لم يحدث شيء» وعندئذ يفترضون أن الله له هدف آخر وأنه قد تكون إرادته ألا يشفيهم، ولكن هذا إنكار لوعد يسوع في الصلاة: «مهما طلبتم ..»

وبالتالي فنحن نتواجه مرة أخرى مع نوعين مختلفين من تفسير «الإيمان» وهو معنى هذه الكلمة بالنسبة للمؤمنين ومعناه بالنسبة ليسوع.

لا يقضي كثير من الناس وقتاً في الانتظار، فهم لا يؤمنون سوى بالصلوات الصاروخية ولكن هذا من الممكن أن يكون شيئاً خطيراً ، لأنه عندما يصلون إذا لم يشعروا بأي شيء يشكون في ما إذا كان الله سينفذ وعده، وفي الواقع فإنهم يضعون ثقتهم في مشاعرهم أو في خبرتهم بدلاً من أن يضعوها في كلمات الرب التي تقول: «يكون لكم» وبالتالي فإن إيمانهم مبني على الرمال وسيواجهون الكثير من الإحباطات حتى يبنوا إيمانهم على الصخر. عليّ أن أنظر إلى حياتي الإيمانية من بدايتها وأطلب من الله أن يسامحني على الأوقات التي استسلمت فيها للشكوك وآمنت بها بدلاً من وعوده، كم من الرائع أنه في كل مرة نعترف فيها بشكوكنا وفشلنا نجد أن الله يطهرنا، فهو يغفر كل شيء بالتمام، ويعطينا بداية جديدة ولا يديننا على الماضي، ولكنه يعطينا فرصة جديدة لكي نؤمن في المستقبل.

أعلم أن الرب مهتم بمستقبلك، وأنك ستحصل على اتجاه جديد مملوء بالإيمان والإيجابية نحو صلواتك، وعندما تتعلم أن تصلي صلاة الإيمان، ستؤمن بالله وستتمسك بوعوده حتى لو كانت في متناول يدك كما سيحدث في بعض الأحيان.