العودة الى الصفحة السابقة
اقرأ الكتاب المقدس كل يوم

اقرأ الكتاب المقدس كل يوم

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام خير ما نبتدا به برنامجنا الجديد حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو أن نبدأ الحلقة الأولى منه بالتحدث عن هذا الكتاب العظيم الذي وقف صامداً رغم كل الافتراءات التي نسجت حوله لكنه بقي كتاب كل العصور الذي لم تستطع ان تغير من شدة تأثيره في البشر والذين يؤمنون به.

يشتمل الكتاب المقدس على الأمور التالية: فكر الله، حالة الإنسان، طريق الخلاص، دينونة الخطاة وسعادة المؤمنين الأبدية. تعاليمه مقدسة، أحكامه ثابتة، تاريخه صحيح، ومقرراته لا تعرف الإبدال أو التغيير. اقرأه لتصير حكيماً، آمن به فتأمن، قم بما يأمرك به فتصير قديساً، انه يتضمن نوراً لإرشادك وطعاماً لتغذيتك وتعزية لإنعاشك.

لأن «نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيمًا. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ. أَيْضًا عَبْدُكَ يُحَذَّرُ بِهَا، وَفِي حِفْظِهَا ثَوَابٌ عَظِيمٌ» (مزمور 7:19-11).

علينا أن نخبأ كلمة الله في قلوبنا كي لا نخطئ إليه (مزمور 9:119-11) يجب ألا نكتفي بقراءته بل ينبغي أن ندرسه قارنين الروحيات بالروحيات. «اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ» (2تيموثاوس 15:2).

عندما تقرأ الكتاب المقدس أعلم أن الله يخاطبك وانتبه جيداً لما يقوله لك. فان قرأت منه أربعة فصول كل يوم تستطيع أن تنهي الكتاب كله في أقل من سنة واحدة.

وُجد الكتاب المقدس ليس لكي يزين المكتبة أو طاولة الوسط في البيت لكنه وُجد ليرشد ويقود حياة الإنسان يجب أن نعرف الكتاب في عقولنا ونخزنه في قلوبنا ونظهره في حياتنا ونزرعه في العالم.

يعلمنا هذا الكتاب ان نصلي لإلهنا لأن الصلاة هي الطلب مع الأخذ ويجب أن تقدم بإيمان. «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ» (مرقس 24:11).

«صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ» (1تسالونيكي 17:5-18).

«مُصَلِّينَ بِكُلِّ صَلاَةٍ وَطِلْبَةٍ كُلَّ وَقْتٍ فِي الرُّوحِ، وَسَاهِرِينَ لِهذَا بِعَيْنِهِ بِكُلِّ مُواظَبَةٍ وَطِلْبَةٍ، لأَجْلِ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ» (أفسس 18:6).

علينا أن نصلي لأجل الآخرين «فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 1:2-4).

«فَأُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ الرِّجَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، رَافِعِينَ أَيَادِيَ طَاهِرَةً، بِدُونِ غَضَبٍ وَلاَ جِدَال» (1تيموثاوس 8:2).

«اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالزَّلاَتِ، وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ، لِكَيْ تُشْفَوْا. طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا» (يعقوب 16:5).

علينا أن نصلي أيضاً لأجل أعدائنا «لكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ» (لوقا 27:6 و28).

ويعلمنا هذا الكتاب ان نحمد الرب ونسبّحه.

إن الله خلقنا وأعطانا حياة ونفساً وصحة وقوة ونشاطاً لاجتناء الغنى والحكمة والمعرفة وامتياز بنوتنا له. لقد دبر لنا مخلصاً وأعطانا كلمته – أي الكتاب المقدس – ليخبرنا عنه. منحنا روحه القدوس ليرشدنا ويعزينا وباركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح يسوع وقد أعد لنا أموراً أعظم للمستقبل وهناك الكثير من الأشياء التي من أجلها ينبغي أن نشكره ونسبّحه كل يوم «وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، للهِ وَالآبِ. خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ» (أفسس 18:5-21).

«سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ. لأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا» (مزمور 117).

«اِحْمَدُوا الرَّبَّ. ادْعُوا بِاسْمِهِ. عَرِّفُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِأَعْمَالِهِ. غَنُّوا لَهُ. رَنِّمُوا لَهُ. أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ» (مزمور 1:105 و2).

عندما جرب الشيطان يسوع بعد معموديته هزمه الرب بكلمة الله إذ انه كان يقتبس الآيات من الكتاب عند تعرضه لكل تجربة (متّى 1:4-11).

الشيطان يكره دم الرب يسوع الذي يطهر المؤمن من كل خطية. عندما يشتكي علينا يمكننا أن نتخذ الدم وقاية لنا. «وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ» (رؤيا 11:12).

الأمور الصغيرة في أغلب الأحيان هي التي تعيق المؤمن عن أن يكون شاهداً وبركة للآخرين كما تحتمه الضرورة. قليل من الغبار في داخل كوب الماء يمنع من استعماله كما لو كان ملآن بالأوساخ. لطخة سوداء واحدة على ثوب أبيض تلفت الأنظار أكثر من الثوب كله. ومع كون البقعة صغيرة لا يعود الناس يرون جمال الثوب بسببها. ولا أحد يستطيع أن يتمرغ بالأوساخ دون أن يتسخ هو نفسه. إذاً لا غبار على الحياة المسيحية الطاهرة الشريفة في كل زمان ومكان لأن عند الرب بركات روحية أعظم وأكثر للذين يحبونه لدرجة أنهم يتجنبون كل ما هو مشكوك في أمره.