العودة الى الصفحة السابقة
الإيمان بكلمة الله

الإيمان بكلمة الله

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال في الكتاب المقدس هو الايمان بكلمة الله.

«كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ» (أمثال 5:30 و6).

قد لا نفهم كل ما ورد في كلمة الله، ولكن علينا أن نؤمن بها كلياً. أنا لا أفهم كثيراً عن الراديو والتلفزيون والرادار وأموراً أخرى كثيرة وكيف تعمل، ولكني أؤمن بها بأنها حقائق.

أعزائي كلمة الله تخبرنا من أين أتينا وسبب وجودنا هنا، وإلى أين نحن سائرون، ومنها نعلم أننا جميعاً خطاة بالطبيعة، وإن غضب الله معلن على الخطية.

ونتعلم أيضاً من كلمة الله عن محبته للنفس البشرية وتدبيره لنا طريقة للخلاص من قصاص الخطية وقوتها ووجودها. ونتعلم كذلك انه قبل أن يختبر الإنسان الخلاص، وجب عليه التوبة من الخطية التي جلبت اللعنة والدينونة للجنس البشري، وهي خطية عدم الإيمان بكلمة الله.

فعندما وضع الله آدم وحواء في جنة عدن قال لهما: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ» (تكوين 16:2 و17) ثم بعد هذا قام إبليس الكذاب الخداع، عدو الله وخصم الإنسان وظهر لحواء في هيئة حية قال لها: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ» (تكوين 4:3-6) فصدقوا أكذوبة الشيطان عوضاً عن تصديق حق الله. وهكذا أصبحوا خطأة وأعداء لله وتحت قصاص الخطية، وبخطيتهما أصبحنا كلنا خطاة، ومحكومين بالموت الأبدي أن كنا لا نتوب.

«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية 12:5) «لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية 10:3-12) «إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 23:3).

أعزائي المستمعين ان طريق النجاة الوحيدة من عقاب وسلطان الخطية هي بالتوبة والإيمان بيسوع المسيح. قال يسوع: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا 3:13) لان التوبة هي الشعور بالانسحاق الكلي على الخطية وتغيير وجهه سير الإنسان. الله أمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا «لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ» (أعمال 31:17) قيامة يسوع هي الدعامة التي تؤكد لنا أن الله سيأتي بكل الناس إلى الدينونة. فالذين تابوا عن خطاياهم وآمنوا وقبلوا المسيح المخلص كمخلصهم. تحرروا من عقاب الخطية إلى الأبد أما الذين يرفضون التوبة فسيعذبون إلى الأبد في البحيرة المتقدة بالنار المعدة لإبليس وملائكته.

كل خطية هي موجهه رأساً ضد الله. بعض الخطايا ترتكب ضد الله والإنسان معاً وبعضها ضد الله وحده. فالخطايا المقترفة ضد الإنسان يجب الاعتراف بها للإنسان ولله أيضاً. وأما الخطايا المقترفة ضد الله فلا لزوم للاعتراف بها للإنسان. ولا ضرورة أيضاً للاعتراف بها حسب كلمة الله لأي بشر «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تيموثاوس 5:2).

التوبة والاعتراف ضروريان للحصول على الخلاص، ولكنهما غير كافيين. عملهما يشبه غسل الإناء بعد تفريغه من الأقذار ولكنه يبقى فارغاً ومعرضاً لأوساخ وأقذار أخرى. فجسدك هو أما هيكل للروح الشرير أو هيكل للروح القدس، فعندما يتوب الخاطئ ويرجع عن شره يجب أن يقبل الرب يسوع في حياته قبل حصوله على الخلاص من عقاب الخطية وسلطانها. «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ» (يوحنا 11:1-13).

عزيزي المستمع يقول لك الرب في هذه الوقت «مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ» (مرقس 38:8) لذلك ادعوك الآن التجأ اليه ما دام نهار لئلا يأتي مساء ولا تستطيع ان تفعل ذلك.

دون شك لا أحد يرضى أن يستحي يسوع به حينما يقف أمام الله. علينا أن نخبأ كلمة الله في قلوبنا كي لا نخطئ إليه (مزمور 9:119-11) يجب ألا نكتفي بقراءته بل ينبغي أن ندرسه قارنين الروحيات بالروحيات. «اجْتَهِدْ أَنْ تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ» (2تيموثاوس 15:2).

فكما أن الجسد بحاجة إلى طعام جسدي يومياً هكذا الإنسان الروحي هو بحاجة إلى غذاء روحي كل يوم. ليس الكتاب المقدس كتاب لكي تضعه في مكتبتك لكن لكي يرشد ويقود حياة الإنسان يجب أن نعرف الكتاب في عقولنا ونخزنه في قلوبنا ونظهره في حياتنا ونزرعه في العالم.