العودة الى الصفحة السابقة
قام المسيح من بين الأموات ليبررنا

قام المسيح من بين الأموات ليبررنا

جون نور


نعم عزيزي المستمع نحن المسيحيين لا نعبد مخلصاً ميتاً بل مخلصاً حياً. فالموت لم يكن له سلطان عليه لأنه لم توجد فيه أيه خطية. إنما آثامنا نحن هي التي وُضعت عليه. هو مات من أجل خطايانا لأن «اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ» (أعمال 24:2) «فهو أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا» (رومية 25:4).

«عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضًا. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ» (رومية 9:6 و10).

نعم عزيزي المستمع هو حي ليخلص ويحفظ كل الذين يتقدمون إلى الله به. وهو أيضاً سيدين كل الذين يرفضونه كمخلص لهم. فبما انه كان ميتاً وهو الآن حي إلى أبد الآبدين دفع الله كل سلطان إليه «لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي 2: 9 - 11).

في الليلة التي سبقت ارتفاعه على الصليب قال يسوع لتلاميذه: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا 2:14 و3).

بعد هذا بأربعين يوماً تقريباً ظهر لتلاميذه الأحد عشر على جبل الزيتون وأخذ يتكلم معهم. هناك أمرهم أن يكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها ويعمدوا المؤمنين ويعلموهم جميع ما أوصاهم به وأيضا أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي «وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أعمال 9:1-11).

وبعد ستين عاماً عندما كان يوحنا، وهو واحد من الأحد عشر، في جزيرة بطمس، أراه الرب ذلك المكان الجميل الذي أعده للمؤمنين وقال له أن يكتب بما رأى ويرسله إلى الكنائس. ونجده يعطي أوصاف ذلك المكان في الأصحاحين الأخيرين من الكتاب المقدس. حيث لا يكون ليل هناك ولا مرض ولا حزن ولا ألم ولا موت – الكل يكونون في سعادة دائمة.

نعم عزيزي المستمع نحن خليقة الله وصنعه وقد خلقنا على صورته ومثاله، لكن بسبب تعدي آدم – رأس الجنس البشري – ابتاعتنا الخطية وصرنا عبيداً لها. إنما الله بمحبته ورحمته عاد واشترانا بدمه الكريم. قال الرسول بولس في معرض حديثه مع قسوس الكنيسة في أفسس: «اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ» (أعمال 28:20).

كان مرة ولد صغير يسكن عند شاطئ البحر بالقرب من المكان الذي ترسو فيه القوارب والسفن. وكان يُسر جداً بمرأى السفن الآيبة إلى الميناء والذاهبة منه. وكان لوالد هذا الولد دكان صغير يعمل فيه كنجار. فقام هذا الصغير مرة وجمع بعض الأخشاب من دكان والده واخذ يبني لنفسه قارباً صغيراً. ذات يوم ربط هذا الولد قاربه الجميل بخيط طويل ومضى به نحو البحر حيث وضعه في الماء فصارت الأمواج تتقاذفه حتى أخذ يبتعد رويداً رويداً عن صاحبه الممسك بطرف الخيط المربوط إلى القارب. بعد هذا كان الولد يشد بالخيط فيرجع القارب إليه. هكذا كان يصرف الساعات الطوال كل يوم. ومرة بينما كان هذا الولد يلعب كالمعتاد إذا بسيارة الإطفاء تمر من هناك، فقام وربط الخيط إلى الخشبة عند الميناء وصار يعدو متجهاً نحو مكان الحريق. لكنه عندما رجع وجد الخيط مقطوعاً والقارب قد ذهب إلى غير رجعة. فاغتم الولد جداً لأنه كان قد صرف الوقت الطويل في صنعه.

بعد بضعة أيام بينما كان الولد يسير مع والده في أحد الشوارع إذا به يلمح قاربه معروضاً في واجهة دكان للألعاب. فهتف الولد وقال لوالده: «هذا قاربي، يا بابا» ودخل كلاهما ليروا صاحب الدكان بشأن القارب. وبعد حديث قصير قال صاحب الدكان: «القد دفعت 6 دنانير ثمناً لهذا القارب. فان كنتم تريدون الحصول عليه تعالوا إلىّ بست دنانير وخذوه». فمضى الولد وصار يبحث عن عمل يعمله كي يتجمع لديه المبلغ المطلوب. وبعد حصوله عليه عاد إلى دكان الألعاب واشترى قاربه المحبوب جداً منه. وكم كان سروره عظيماً. وأثناء سيرة في الشارع كان يضم القارب بذراعيه ويضغط به على صدره ويقول له: «أيها القارب الصغير أنت ملك لي. أنت ملكي مرتين. صنعتك أولاً ثم عدت واشتريتك» نعم كلنا نخص الرب من جهة عمل الخلق أولاً ثم لأنه اشترانا ثانياً. نجد في 1كورنثوس 19:6-20 ما يلي: «أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ».

إذاً كل المؤمنين الحقيقيين هم خاصة الله من حيث اقتناعهم بمحبته وقبولهم له. هو صنعنا واشترانا ودعانا لقبوله بمحض إرادتنا. فيا له من مخلص وأب عظيم!