العودة الى الصفحة السابقة

مصدر الإيمان المسيحي

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس مصدر الإيمان المسيحي.

للكتاب المقدس، أهمية بالغة، لا مثيل لها بالنسبة للمسيحي، لأنه يعتبره كلمة الله، والمصدر الوحيد لإيمانه. وهو يجد في هذا الكتاب إعلاناً واضحاً عن محبة الله للإنسان، كما يجد الوسائل الناجعة للتقرب إلى الله القدوس.

لقد حاول أعداء المسيحية عبثاً، أن يدمروا الكتاب المقدس. بل إن امتلاك نسخة منه، ما زال يُعتبر في بعض البلدان جريمة خطيرة. ومع ذلك فإن آلاف الناس، فضلوا أن يموتوا على أن يتخلوا عن الكتاب الذي أحبوه. وفي كثير من الأحيان، حاولت السلطات المعادية للمسيحية أن تحرض على حرق كميات كبيرة من الكتاب، على سبيل السخرية منه، وبغية إفنائه.

وفي محاولة قام بها الإمبراطور الروماني دوقليستيان لمحو المسيحية، أصدر مرسوماً يقضي بالموت، على كل من يملك نسخة من الكتاب المقدس. وأفرط في قسوته، حتى أنه لم يستثن أفراد أسرته من حكم الإعدام، إذا لم يخبروا عن مثل هذه المخالفة القانونية. وبعد سنتين قال الإمبراطور متفاخراً: «لقد استأصلت الكتابات المسيحية استئصالاً تاماً» ويقصد الكتاب المقدس. إلا أنه حين عرض الإمبراطور قسطنطين، بعد ذلك، مكافأة سخية مقابل الحصول على نسخة واحدة من الكتاب المقدس، قُدمت له خمسون نسخة خلال أربع وعشرين ساعة.

نعم أعزائي المستمعين يحتل الكتاب المقدس اليوم، أعظم مرتبة بين الكتب من حيث سعة انتشاره وقراءته في كل أنحاء العالم. لقد قلل الفيلسوف الملحد الشهير فولتير، من شأن الكتاب المقدس، وتنبأ بأن المسيحية ستأفل وتموت في أقل من قرن أو نحو ذلك. وكم هو رائع أن يصبح البيت نفسه الذي عاش فيه فولتير، مخزناً لجمعية الكتاب المقدس في فرنسا. ومن هذا المكان توزَّع آلاف مؤلفة من الكتب المقدسة.

إن كل من قرأ الكتاب المقدس أو درس دراسة مستفيضة عنه، سوف يعترف بسهولة، بأن الكتاب المقدس كتاب فريد. لقد صمد القسم الأقدم من الكتاب المقدس لمدة تنيف عن ثلاثة آلاف سنة، بينما طُمست، بمرور الزمن، كتابات أخرى كانت معاصرة له. ولا يمكن أن يتساوى به كتاب آخر من حيث تعاليمه الأخلاقية والأدبية. وعلى مر التاريخ، ظل تأثيره محسوساً في حياة الأفراد والمجتمعات. وحيثما انتشر هذا الكتاب، تبعته حتماً الاستنارة والتقدم.

«كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ» (2تيموثاوس 3: 16).

«لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.» (2يطرس 1: 21).

يحق للإنسان، قبل أن يتقبل كتاباً يدعي مثل هذه الادعاءات الضخمة، أن يطلب حجة تقيم الدليل على صدق ذلك الكتاب.

إن الأدلة التي يقدمها علم الآثار عموماً، تزيد ثقتنا بالدقة التي نُقل بها النص، عبر القرون، حتى وصل إلينا. كما أظهرت أيضاً أن النقل تمّ بأمانة غير عادية، هذا إذا استثنينا بعض التغييرات الطفيفة، لا في ما يتعلق بمادة الكتابة الرئيسية فحسب، بل حتى في ما يتعلق بالكلمات أيضاً. مما لا يدع مجالاً للشك في التعليم الذي نقله إلينا النص الكتابي.

وما زالت الأثار، تثبت النص الكتابي للكتاب المقدس. وكثيراً ما ضحك المشككون من بعض الحوادث المثيرة للشك المدونة في الكتاب. لكن ضحكاتهم أُسكتت مرة بعد مرة بفضل الاكتشافات الآثرية المؤيدة للرواية الكتابية.

وبينما ينبغي على المرء في الواقع، إلا يفضل مجرد التقاليد على الحق، فإنه من الخطأ الفادح أيضاً أن ننكر بأن الآراء التقليدية يمكن أن تكون صادقة.

يقول السير وليم رامسي وهو مرجع في «العالم القديم»:

«كان يُعتقد فيما مضى بأن الكتاب المقدس لا يعوَّل عليه، لا سيما أعمال الرسل الذي كتبه لوقا». وعندما كان أستاذاً شاباً، شرع في دراسة الخرائب الفلسطينية القديمة، في مواضعها. وإذ كان متيقناً من صحة آرائه، توقع أن يكتشف عدة تناقضات بين السجل الكتابي وبين المكتشفات الآثارية الفعلية. ولكن بعد عدة سنوات من الدرس، اضطر إلى أن يؤمن بأفكار معاكسة لأفكاره السابقة. وأكدت مكتشفاته صحة السجل الكتابي، وأصبح مؤمناً إيماناً راسخاً بأن الكتاب المقدس هو بالحقيقة كلمة الله. وقد أعلن آراءه للعالم بقوله: «إن رأيي الآن هو أن التاريخ الذي دوَّنه لوقا لا يمكن أن يتفوق عليه كتاب آخر من حيث موثوقيته، ويمكن تأكيد صحة كلمات لوقا إلى حد يفوق حصة كلمات أي مؤرخ آخر. وهي تظل صامدة في وجه النقد الدقيق والتمحيص الشديد».

نعم أعزائي المستمعين الكرام هذا هو الكتاب المقدس الذي نؤمن به نعتمد فيه ما قاله قديسو الله مسوقين من الروح القدس ولا نعتمد على ما تحدث به أناس بدون إسناد او تأكيد أضع امامكم كلمة الله الكتاب المقدس لتؤمنوا به لأن في كلماته وقبولها لكم حياة أبدية.