العودة الى الصفحة السابقة

يسوع المسيح هو مركز المسيحية

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس يسوع المسيح هو مركز المسيحية.

أعزائي المستمعين ليست المسيحية مجموعة من القواعد أو نظاماً عقائدياً أو شريعة تحتمل التاويل، وذلك خلافاً لمفهوم معظم الناس عن الدين. لكنها تتمثل بالحري في أن يعرف الإنسان يسوع المسيح ومن ثم يحبه ويطيعه. فهو بالذات مركز المسيحية.

فمن كان المسيح إذاً؟ صرخ بعضهم بحماس «إنه مجنون يدعى بأنه الله».

وعلق آخرون «أنه نبي ينبغي أن نتبع تعاليمه».

وربما كان تخمين بعض الحالمين «أنه فيلسوف يسدي النصح العملي بشأن طريقة للحياة سوف تُحدث ثورة في العالم».

فمن هو يسوع هذا؟ مع أن الاقتباسات الثلاثة السابقة مأخوذة عن أشخاص غير مؤمنين، لكن كلماتهم تظهر كيف لقي المسيحُ الإعجابَ، باعتباره المثال المصغر للصلاح الإنساني، من قبل أشخاص كثيرين لم يقبلوا مطالبه السامية.

لم يكن خُلُقُ يسوع أسمى مثال للفضيلة فحسب، بل كان أيضاً أقوى حافز على ممارستها. لقد كان تأثيره عميقاً جداً بحيث يمكن القول بصدق أن السجل البسيط الذي تضمن وقائع ثلاث سنين قصيرة من حياته النشيطة قد نجح في تجديد وترويض الجنس البشري أكثر مما نجحت جميع مقالات الفلاسفة وعظات الأخلاقيين..

فمن هو المسيح؟ «هو الله – الله الذي صار إنساناً».

فالكتاب المقدس الذي يقول عن (المسيح يسوع) «الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي 2: 6 - 11).

فيسوع المسيح هو الله الكائن منذ الأزل. إلا أنه بتاريخ معيّن أتخذ جسداً بشرياً وَوُلد من مريم العذراء بقدرة الله. وعاش حياة خالية من الخطيئة، انتهت فجأة عندما صلبه أعداؤه. وبعد دفنه بثلاثة أيام عاد إلى الحياة ثانية. وبعد أربعين يوماً أُصعد إلى السماء.

نعم أعزائي المستمعين في كل موقف أظهر المسيح أنه سيد الموقف وسيد نفسه. ورغم أنه كان موضع الاحتقار والسخرية والتعذيب لكنه لم يتفوه أبداً بكلمة بغض أو انتقام. وخلال محاكمته تعجب الحاكم من رباطة الجأش التي واجه بها غضب الجماهير وصيحاتهم واتهاماتهم وحتى تهديدهم له بالموت. لقد كان مثالاً لضبط النفس رغم أنه لم يحيا حياة النساك.

لكن أبرز صفة من صفات يسوع هي حياته المقدسة، تلك الحياة التي كانت خالية من أية خطيئة. وقد أدعى بأن كل ما فعله حاز مسرة أبيه. ورداً على أعدائه الذين كانوا يسعون إلى تشويه سمعته، سألهم متحدياً: «مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟» (يوحنا 8: 46) فأي إنسان استطاع أن يحيا بدون خطيئة؟ حتى أعظم القادة الدينيين اقروا بأن حياتهم لم تكن كاملة. ونستنتج من خبرات القديسين العادية أنه كلما زاد اقتراب القديس من الله، زاد إدراكه لخطاياه في ضوء قداسة الله.

لقد جسد المسيح، كإنسان، الفضيلة بأسمى درجاتها. فمع أنه ادعى ادعاءات مذهلة، لكنه لم يفعل ذلك بروح متبجحة. لقد اتسمت حياته بتواضع لا يصدق. تكلم بسلطة مطلقة وبثقة لا مجال للشك فيها. ومع ذلك امتلك قدراً كبيراً من التواضع جعله يغسل أرجل أتباعه ويدعو نفسه خادمهم. كان اقتناعه باستقامة موقفه قوياً إلى حد أنه طرد الذين كانوا يهينون مكان العبادة، ومع ذلك قاده حنانه إلى أخذ الأطفال بين ذراعيه.

لم يدّع يسوع بأن حياته مقدسة فحسب بل ادعى أيضاً بأن له القدرة على مغفرة الخطايا – وهو امتياز مقصور على الله وحده. وقد أوضح ذلك ذات يوم في بيت صغير مكتظ بالناس الذين كانوا يصغون بكل جوارحهم إلى المعلم العظيم، وكان بين الحشد قادة دينيون عشارون وفريسيون خطاة. وبينما كان الجميع يجهدون أنفسهم ليسمعوا كلمات هذا الإنسان غير العادي، أزاح أربعة من الرجال بعض قطع من السقف ودلو رجلاً مشلولاً إلى أن وصل قبالة يسوع. ولما رأى الإيمان الذي أظهره هؤلاء الرجال نظر إلى الرجل المريض وقال: «مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (مرقس 2: 5).

وبهذه الأمثولة المثيرة الفعالة أكد يسوع بصورة جازمة سلطته على الخطيئة.

ولم يكن هذا الإدعاء هو الوحيد، بل ادعى يسوع أيضاً أنه يملك قوات لا يملكها إلا الله وحده. فقد ادعى أن بوسعه أن يمنح الحياة حين قال: «لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ» (يوحنا 5: 21). وقال في مناسبة أخرى «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ» (يوحنا 6: 35) «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا» (يوحنا 11: 25).

هذا هو يسوع المسيح الذي نعبده نحن المسيحيون هو مخلص وليس نبي كباقي الانبياء هو الله الظاهر في الجسد حياته ليست فيها شائبة قتل أو سفك دماء او إغتصاب لحياة الاخرين فهل تومنون به؟