العودة الى الصفحة السابقة

ليس باحد غيره الخلاص

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو ليس بأحد غيره الخلاص.

ينبغي على كل إنسان أن يعرف أن الخلاص هو من خلال الرب يسوع المسيح وحده دون سواه. ففي يسوع كل الكفاية للخلاص من جرم الخطية وسلطانها. لقد دعي إسمه يسوع «لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (متّى 1: 21). «لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَانًا عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» (متّى 9: 6). «هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا» (أعمال الرسل 5: 31).

لقد سر الله منذ الأزل بتدبير طريق للخلاص بواسطة إبنه الوحيد. ولكي يتم الخلاص تجسد الرب يسوع، «وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي 2: 8). ولو كان هنالك طريق آخر للخلاص لعبرت عن المسيح كأس المرار. ولو كان في الإمكان أن نخلص بواسطة أخرى لما بذل إبن الله حياته لأجلنا. لقد قدمت النعمة غير المحدودة أعظم تضحية، ولأجلنا بذلت المحبة الإلهية ذاتها.

فكيف نظن أنه توجد طريقة أخرى للخلاص غير الطريقة التي دبرها الله، والمعلنة بكل وضوح وجلاء في كتابه المقدس حيث يؤمن الناس في هذه الأيام بأنه بالإمكان الحصول على خلاص نفوسهم من خلال الشفاعات ومن خلال القديسين والقديسات؟ حقاً «وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ» (أعمال الرسل 4: 12).

من الخطأ أن نظن أن خلاص المسيح يحتاج إلى مجهود بشري لكي يصبح كاملاً. فأي صلاح فينا يمكننا أن نضيفه إلى دم المسيح وبره؟ «كَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا» (إشعياء 64: 6). فهل تصلح هذه لتكمل بره الغالي؟ هل يمكن أن تخلط الأسمال البالية مع الحرير الناصع البياض؟ التراب مع التبر؟ إنها إهانة عظمى للمخلص أن نفكر مثل هذه الأفكار. إنها خطية قائمة بذاتها بغض النظر عن خطايانا السالفة التي عملناها.

حتى وإن كان لنا أي بر نفتخر به، وأن كانت أوراق التين التي تسترنا لا تجف سريعاً، فمن الحكمة أن نضعها جانباً، ونقبل بر المسيح، فلا شك أن الله يسر به أكثر من أي شيء في طبيعتنا.

أعزائي المستمعين أي صلاح يوجد فينا؟؟ « لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية 3: 12). عن نفسي أعترف أنه لم يوجد في خيط واحد من الصلاح، ولم يكن في مقدوري أن أنسج ولو قطعة صغيرة من الثياب أستر بها نفسي! حتى ولو كان لي حلة جميلة من نسيج أعمالي الصالحة لمزقتها في الحال لأرتدي ثياب الخلاص التي يهبها الرب يسوع مجاناً لمن يؤمن به. لأنه يريد أن جميع المتعبين والثقيلي الأحمال ات يأتوا إليه فيريحهم. إن كان يخامرنا أدنى شك في أنه قادر أن يخلص إلى التمام، فإننا نحدد قوته الإلهية ونلقي ظلاًلا من الشك على محبته الأبدية، بل ونجرح شعور صديق الخطاة. وفي هذه الحالة نسيء إلى كرامته في أسمى معانيها - ألا وهي قدرته ورغبته في أن يخلص كل من يتقدم به إلى الله.

نعم عزيزي المستمع التصق بيسوع وهو قادر أن يخلصك من نيران الخطية. ينبغي أن نثق في قدرة الرب يسوع، فهو كإله قادر أن يخلص وكإنسان يرثي لضعفاتنا. وبما أنه إله وإنسان في نفس الوقت، فهو يشترك مع الله في قداسته، ومع الإنسان في بشريته.

أذكر أنه هو نفسه الطريق فهو لا يحتاج إلى طريق آخر يوصلنا إليه. إطرح هذه الأفكار التى صنعها البشر جانباً وإحترس منها فهي أشر أنواع التجديف على الله المحب.

هل يمكن أن نأتي إلى الرب يسوع وفي أيدينا شيء نقدمه له ثمناً لخلاصه؟ وهل يحتاج إلى شيء منا؟ وإن كان حقاً يحتاج، فأي شيء يمكن أن نقدمه له؟ إن الذي يحاول أن يدفع ثمناً يجهل شخصية من يتعامل معه. فهو ليس تاجراً، لكنه شخص كريم يمنح مجاناً بحسب ما تملي عليه محبته. في إمكان الخطاة أصحاب الأيدي الفارغة أن يأخذوا كل ما يريدوا. فكل ما يحتاجونه عند يسوع، وهو يعطي لكل من يسأل. لكن ينبغي أن نؤمن أنه الكل في الكل، وينبغي ألا نحاول أن نضيف شيئاً للعمل الذي أكمله هو، أو نعمل شيئاً به نصبح مستحقين لنوال ما يمنحه هو للخطاة الغير المستحقين.

إن كنت تثق بالرب يسوع وحده فلا خوف البتة لأنك ستخلص حتماً الآن. حين يؤمن الإنسان يصبح في شركة مع الله، وهذه الشركة هي عربون البركة. فالإيمان يخلصنا لأنه يربطنا بالرب يسوع، وبما أن المسيح والله واحد، فإننا نرتبط بالله الآب أيضاً.

حينما يثق الإنسان في أعماله، أو صلواته، أو حسناته، فهذه كلها لا تخلصه، لأن الرباط الوحيد الذي يربط بين الإنسان وبين الله هو الرب يسوع المسيح. لكن الإيمان، وإن كان يبدو كالحبل الرفيع، إلا أن طرفه في يد الإله العظيم على شاطئ الأمان، وحينما تشده القوة الإلهية، ينجو الإنسان الذي يمسك به من الهلاك.

آه.. ما أمجد الإيمان لأنه يربطنا بالله بواسطة المخلص الذي عينه، الرب يسوع المسيح.

فكر فيها ملياً، وليتك تتحد مع الله عن طريق إيمانك بالرب يسوع.