العودة الى الصفحة السابقة
من هم أولاد الله؟

من هم أولاد الله؟

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو من هم أولاد الله؟

كل العالم هم خاصة الله من حيث عمل الخلق ولكن ليس الكل هم أولاد لله. وقد أوضح الرب هذه الحقيقة في مثل الحنطة والزوان فقال: «الْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ» (متّى 38:13). ثم في إحدى المناسبات الأخرى إذ كان يكلم بعض رجال الدين غير المؤمنين قال يسوع: «أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا44:8).

من هذه الآيات نستطيع أن نفهم بسهولة أن المولودين مرة واحدة هم أبناء الشيطان. لذلك ويجب أن تكون هناك ولادة ثانية قبل أن نصير أولاداً لله. فالولادة الثانية هذه يختارها فقط الذين يتقدمون إلى الله بالإيمان ويضعون ثقتهم في عمل يسوع الكامل على جبل الجلجثة من أجل خلاصهم. قال يسوع: «مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ آمِنُوا بِالنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ النُّورِ» (يوحنا 36:12) يسوع المسيح هو النور الذي يجب أن يضع الجميع ثقتهم فيه قبل صيرورتهم أولاداً لله «أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ» (يوحنا 12: 46).

يجب أن يكون هناك انفصال عن العالم قبل أن نصبح أولاد الله لأنه لا يمكن للإنسان أن يكون ابناً لله وابناً للشيطان في آن واحد «لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (2كورنثوس 17:6 و18).

حينما يصبح الخاطئ ابناً لله بالإيمان يشهد له الروح القدس بذلك. يجب إلا نتساءل بشأن هذا الموضوع أو نقول أننا نرجو ذلك لأننا نستطيع أن نعلم بأننا قد أصبحنا أولاد الله «لأن اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ الله» (رومية 16:8) وليس لنا شهادة الروح فقط بل لنا كلمته أيضاً. «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل. إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ ِللهِ بِالْمَسِيحِ» (يوحنا 1: 12 و13 وغلاطية 4: 7).

أولاد الله هم فقط ورثة الله «فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا، وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ» (رومية 17:8).

فنحن، أولاد الله، ورثة ذلك الميراث الذي لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل المحفوظ في السماء لأجلنا. ميراثنا الأرضي قابل للضياع والدنس بسبب الخطية، نحن لا ندري ما هي كل الأشياء التي سنرثها ولكننا نعلم أن من بين هذه الأشياء جسداً جديداً لا يعرف المرض أو الألم أو الحزن أو الموت، وسيكون لنا بيت في تلك المدينة المقدسة ذات الأبواب اللؤلؤية والشارع الذهبي، وسيكون هناك نهر صاف وشجرة حياة تصنع كل شهر ثمرها، إنما أفضل هذه كلها هو أننا سنكون كل حين مع مخلصنا المبارك الذي أحبنا ومات من أجلنا وقام ثانية وأعطانا كل هذه الأشياء العجيبة المدهشة. وأعظمها انه منحنا الحياة الأبدية.

«وَهذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (1يوحنا 11:5 و12).

« وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ» (1يوحنا 20:5).

فالحياة الأبدية ليست شيئاً يُقتنى ويُفقد ثم يُعاد استرجاعه. فهي تماماً كما تعني «أبدية». وهي وجود يسوع فينا بشخص الروح القدس. فالحياة الأبدية هي عطية الله لكل من يقبلها «أَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 23:6).

إن كل غير مخلص ليس له سلام مع الله. وكل الخطاة هم أعداء الله وأصدقاء للشيطان. وكل من هم خارج المسيح «أَجْنَبِيِّونَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، لاَ رَجَاءَ لَكُمْ، وَبِلاَ إِلهٍ فِي الْعَالَمِ» (أفسس 12:2) لذلك كان من الضروري أن يوجد شخص متوسط يقوم بعمل المصالحة بين الله والإنسان.

وهل هناك أجدر من الرب يسوع للقيام بدور الوسيط بين الله والإنسان؟ «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تيموثاوس 5:2) «وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ. لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ» (أفسس 13:2 و14).

عمل المسيح قد تم منذ ألفي سنة تقريباً. إنما تكون لنا فاعليته بالإيمان أي حين يؤمن كل فرد ويقبل المسيح مخلصاً له شخصياً. «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 1:5) إذن لست عدواً فيما بعد بل صديقاً، ولا هناك دينونة بعد بل سلام وشركة مع الله.

لقد تنبأ إشعياء عن هذا قبل مجئ المسيح بسبع مئة سنة. «وَيَكُونُ صُنْعُ الْعَدْلِ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ» (إشعياء 17:32).

هل حصلت على هذا السلام العجيب؟ إن كنت قد حصلت على المسيح فالسلام لك. «لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ» (إشعياء 22:48).