العودة الى الصفحة السابقة
طريق الله للخلاص

طريق الله للخلاص

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو طريق الله للخلاص.

إن الله في محبته العظيمة العجيبة للخطاة قد جعل طريق الخلاص بسيطاً جداً.. وهذه هي الخطوات التي توصلك لهذا الاختبار المجيد.

«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ» (رومية 10:3 – 12).

«لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 22:3 و23).

«بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية 12:5).

«لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 23:6).

أعزائي المستمعين الكرام تعالوا معي لنرى المقاييس الإلهية للخطية.

الخطية هي التعدي على وصايا الله: «كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي» (1يوحنا 4:3).

والخطية هي إهمال عمل الخير: «فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ» (يعقوب 17:4).

والخطية هي كل تصرف ليس من الإيمان: «وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ» (رومية 23:14).

والخطية هي فكر الحماقة: «فِكْرُ الْحَمَاقَةِ خَطِيَّةٌ» (أمثال 9:24).

فهل تخلو حياتك من خطية من هذه الخطايا؟ ألم تتعد وصايا الله؟ ألم تهمل مرة عمل الخير؟ ألم تتصرف مرة بعدم إيمان؟ إذن فأنت خاطئ، وقانون الله عادل وصريح «اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ» حزقيال 5:18 «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية 23:6) فأنت إذن تحت حكم دينونة الله العادلة مهما كان نوع خطيتك «لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ، وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ» (1كورنثوس 6: 9 و10).

فهل رأيت كيف يدين الله الخطية الصغيرة كما يدين الخطية الكبيرة؟

ذات يوم رأى إشعياء رؤيا أظهرت له حقيقة حالته.. أصغ إليه وهو يسجل هذه الرؤيا بكلماته فيقول: «فِي سَنَةِ وَفَاةِ عُزِّيَّا الْمَلِكِ، رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيٍّ عَال وَمُرْتَفِعٍ، وَأَذْيَالُهُ تَمْلأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ. فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ، وَامْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا. فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ» (إشعياء 6: 1 - 5).

لقد عرف إشعياء أنه شخص خاطئ، هالك، يستحق دينونة الله. عرف نجاسة شفتيه لأنه رأى قداسة الله فصرخ مرتعباً في محضر الله القدوس.

إن الإنسان لا يصبح مستعداً للإيمان بإنجيل الخلاص إلا إذا كان مستعداً للتوبة الحقيقية عن كل خطاياه وأقول التوبة الحقيقية لأن هناك توبة زائفة، فالشخص الذي يصرخ طالباً رحمة الله لخوفه من الموت خوفا من غارة جوية، لا يعتبر خوفه توبة حقيقية.. لما أرسل الله ضربة البرد على فرعون وعلى عبيده وبهائمه، أرسل فرعون ودعا موسى وهرون وقال لهما: «أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ. صَلِّيَا إِلَى الرَّبِّ، وَكَفَى حُدُوثُ رُعُودِ اللهِ وَالْبَرَدُ».. «فَخَرَجَ مُوسَى مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ إِلَى الرَّبِّ، فَانْقَطَعَتِ الرُّعُودُ وَالْبَرَدُ وَلَمْ يَنْصَبَّ الْمَطَرُ عَلَى الأَرْضِ. وَلكِنْ فِرْعَوْنُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرُّعُودَ انْقَطَعَتْ، عَادَ يُخْطِئُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ» (خروج 9: 27 و28 و33 و34) وكل توبة من هذا الطراز هي توبة زائفة نسميها «توبة فرعون».

والتوبة الزائفة كذلك ليست هي الإتضاع أمام الرب بسبب الخوف من العقاب، فقد قتل آخاب الملك نابوت أليزرعيلي ليأخذ كرمه ولما عرّفه إيليا بعقاب الله له «شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ، وَصَامَ وَاضْطَجَعَ بِالْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ» (1ملوك 27:21) ولكن هذا الاتضاع كان إلى حين، ولم تكن توبته توبة حقيقية لذلك مات ولحست الكلاب دمه «حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ» (1ملوك 38:22)

يوحنا المعمدان كان يكرز قائلاً: «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ» (متّى 2:3)، والرب يسوع المسيح بدأ خدمته الجهرية بالقول: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ» (متّى 17:4) وحذر الناس قائلاً: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا 5:13) وبطرس الرسول قال للذين نخسهم الروح القدس في يوم الخمسين: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا» (أعمال 38:2)، وبعد حادثة شفاء الأعرج قال لسامعيه: «فَتُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ» (أعمال 19:3) وقال بولس الرسول لسكان أثينا: «فَاللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا، مُتَغَاضِيًا عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ» (أعمال 30:17) وقبل ذلك نادى إشعياء النبي قائلاً: «اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (إشعياء 6:55 و7).

فالتوبة الحقيقية أمر هام لنوال خلاص الله.