العودة الى الصفحة السابقة
ينجينا من الشرير

ينجينا من الشرير

جون نور


ينجي المؤمنين من الشرير حينما يطيعون كلمة الله ويتبعون إرشاد وقيادة الروح القدس. هذا لا يعني أنهم لا يجربون ولكن ينجون من الشرير. كل المؤمنين يجربون بشهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة. ولكن الله يعطينا نعمة وقوة لنغلب الشرير. «لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (1كورنثوس 13:10) فإن كان الله يجعل لنا منفذاً على الدوام يجب ألا نستسلم. كثيرون يستسلمون للتجربة لأن لا إيمان لهم ولا هم بالمواعيد متمسكون.

هو ينجي وينقذ المتكلين عليه «مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ» (مزمور 7:34). أي أن كل مؤمن له ملاك حارس ليحرسه. ثم في إشعياء 17:54 نجد وعداً ممتازاً للمؤمنين: «كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ الرَّبُّ».

إن كان آباؤنا في الجسد ينجون أولادهم من كل أذى فكم بالحري أبونا الذي في السموات.

يحفظنا سالمين

المؤمنون هم في يد المسيح وفي يد الله ومختومون بالروح القدس. والشرير لا يستطيع أن يختطف أحداً منهم «خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي» (يوحنا 27:10-29).

«الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ» (أفسس 13:1 و14).

قبل أن تتمكن أية قوة من اختطاف نفساً واحدة من يد الله يجب أن تكون أقوى من الله القدير والرب يسوع والروح القدس. والحق يقال انه ليست قوة مثل هذه موجودة لأن الذين هم في يد الله هم مخلصون وفي أمان تام. وان حاول احد أن يتقدم نحو الله، وغايته انتشال أحد من يده، فهو نفسه سيخلص ولا يعود يرضى الانفلات.

قال بعضهم: «لا يستطيع أحد أن يخطفك من يد الله إلاك أنت» يسوع قال: «لا أحد». فماذا أنت؟

«مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضَيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلذَّبْحِ». وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا. نِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ، وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 35:8-39).

كل المؤمنين الحقيقيين يمكنهم الاشتراك معاً ليقولوا مع الرسول بولس: «لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ» (2تيموثاوس 12:1). الإيمان والثقة من واجبنا نحن أما العناية والحفظ فمن واجب الله. هو لا يحفظنا فحسب بل يحفظنا بسلام تام أن كنا نثق به «ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ» (إشعياء 3:26). إني مخلص وفي أمان تام في المسيح. فهل أنت كذلك؟

يسد احتياجاتنا

هناك فرق شاسع بين «حاجاتنا» وبين «رغباتنا». كان أولادي يرغبون في الحصول على أشياء كثيرة ولكنهم لم يكونوا بحاجة إليها وفي الوقت ذاته كانوا بحاجة إلى بعض الأمور، ولكن لم تكن عندهم الرغبة في الحصول عليها فبصفتي أب محدود وغير كامل لم أكن أعلم ما هي حاجاتهم دائماً. إنما أبونا السماوي هو على علم تام بكل احتياجاتنا، وهو غير محدود في كل ما يريد فعله لنا.

علمنا الرب يسوع المسيح في متّى 25:6-34 أن نطلب أولاً ملكوت الله وبره وهو يهتم بكل ما نحتاج إليه في الحياة. هو يقوت طيور السماء بالطعام ويلبس زنابق الحقل حللاً بهية، فكم بالحري يكون اهتمامه بأولاده.

قبل أن صلب ربنا يسوع المسيح بليلة واحدة كان يتكلم مع الأحد عشر عند عشاء الفصح ويقول: «أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا 2:14 و3) وبعد مضي 44 يوماً كان يكلم الأحد عشر على جبل الزيتون وفجأة «ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أعمال 9:1-11).

نحن لا نعلم ما الوقت أو الساعة التي فيها يأتي ربنا، إنما هو أنبأنا بأن مجيئه سيكون مفاجئاً وفي وقت لا ينتظره الكثيرون. «لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» (متّى 44:24) «فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ» (متّى 13:25).

فلأننا لا نقدر أن نعرف يوم أو ساعة مجيئه فقد أعطانا عدة علامات كافية لتعلمنا بقرب مجيئه. سأذكر منها اثنين فقد وهي المذكورة في سفر دانيال 4:12 «أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ» وقت النهاية فترة لا تزيد ربما عن السبعين سنه قبل مجيئه. فالعلامتان هما إذن «كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ» والثانية «وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَادُ». هل يستطيع أحد الإنكار بأن هاتين العلامتين هما في طور الإتمام في هذا العصر؟