العودة الى الصفحة السابقة
يسوع هو الماء الحي

يسوع هو الماء الحي

جون نور


«مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا» (يوحنا 13:4).

أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو يسوع هو الماء الحي.

قال الرب يسوع للمراة السامرية ان كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ويقصد الماء الذي أتت لتستقي منه من البئر.

إن الخاطئ البعيد عن الرب يعيش حياة بلا رجاء أن رجاءه سوف ينتهي عند القبر مالاً كان أم عقاراً مركزاً أو جاه فالرسول يقول: «إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ» (1كورنثوس 15: 19).

كانت السامرية تعيش بدون رجاء قبل أن تتقابل مع الرب الذي غيّر حياتها وهكذا كل إنسان يعيش بدون يسوع لم يختبر بعد الحياة الجديدة، ميراث السماء، الولادة من فوق. «لأن َلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ» (يوحنا 3: 6).

قال المسيح لنيقوديموس ينبغي أن تولد من فوق. لأن الفاسد لا يرث عدم فساد والمائت لا يرث عدم موت. هل تعلم أنك ميت بالذنوب والخطايا أنظر (أفسس 1:2) «وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ» (أفسس 2: 1 و2). تعالى لكي تضمن حياتك في الرب يسوع لأنه ضامن العهد الجديد.

ماء الخطية لا يروي النفس. يقول يسوع لهذه المرأة كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً أما من يشرب من الماء الذي يعطيه الرب فلن يعطش إلى الأبد - انظروا معي أن السارق يظل يسرق ويسرق. والزاني كذلك - والقاتل يقتل ويقتل لأن من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً «والْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ» (جامعة 1: 8). لكن يوجد شبع حقيقي في الرب الذي قال: أنا هو الخبز النازل من السماء الواهب حياة للعالم وهو الماء الحي الذي كل من يشرب منه لن يعطش إلى الأبد. لقد شرب منه زكا فارتوى. شرب منه اللص فتاب.

إن الرب العظيم خالق الشمس والقمر والكواكب والنجوم الذي يديرها بقوته الفائقة دون أن يصطدم كوكب بكوكب ولا نجم بنجم فهو المهندس العظيم كلي القدرة هذا الإله العظيم رتب أن يتقابل مع السامرية وأقول لك يا عزيزي القارئ أنه رتب لك مقابلة في هذه السطور هل تقبله؟ إن «كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ» (يوحنا 1: 12).

كلام الرب يعطي عزاء. بل قل يعطي رجاء. بل يعطي حياة لمن ليس له حياة. أليس مكتوباً: «عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ» (1تسالونيكي 4: 18). بكلمة الله نولد ثانية. مكتوب: «مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ» (1بطرس 1: 23). كذلك مكتوب: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي» (يوحنا 5: 39).

لقد اعترفت السامرية بخطاياها الكثيرة. ومكتوب: « إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1يوحنا 1: 9). عندما ذهب الله في محبته إلى آدم كان المقصود من ذلك أن يقود آدم إلى الاعتراف بخطيته لكن آه من عدم الاعتراف لقد قال آدم المرأة التي جعلتها معي أعطتني فأكلت وعندما ذهب الله إلى حواء لكي تعترف قالت الحية غرتني فأكلت. هل نعترف بخطايانا. هل نطلب رحمة.

يقول الرسول: «الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ» (غلاطية 5: 24). هل صلبت الجسد مع الأهواء والشهوات هل طهرت قلبك بالدم. هل تأكدت أن إسمك في السماء أم ما زلت تعتمد على أنك مسيحي فقط. توجد حياة جديدة في المسيح يسوع.

يخطئ من يظن أن دخول السماء بالأعمال. لأنه مكتوب: «لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس 2: 9). ومكتوب أيضاً: «آمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا» (غلاطية 3: 6) - ومكتوب: «أَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا» (رومية 4: 5) لتنظر إلى اللص هل عمل شيئاً صالحاً. ولماذا دخل. دخل على حساب الكامل يسوع المبارك علماً أن الشخص بعد التوبة الحقيقية تتغير أعماله فتصبح بالله معمولة لأن يسوع إذ يسكن القلب يغيره. وبذلك تتغير الأفعال والأقوال واللسان والعين والسلوك وينطبق القول: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ» (2كورنثوس 5: 17). إذاً ميراث السماء ليس بالأعمال ولكن بالإيمان (بالتوبة) «لأَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ» (يعقوب 2: 20). إيمان بدون أعمال إيمان الشياطين لأن «الشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!» (يعقوب 2: 19) هذا إيمان عقلي لكن يوجد إيمان قلبي هذا هو الإيمان المطلوب.

إن السامرية تخجل الكثيرين منا فإنها حالما تقابلت مع الرب وغيّر حياتها. ذهبت تبشر بالرب وكأنها تقول كما قال البرص الأربعة: «إن هذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ، فَإِنِ انْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ الصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ» (ملوك الثاني 9:7).

إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب. انظروا معي وتأملوا في قصة الابن الضال حينما رجع إلى أبيه. أولاً كان الأب في انتظاره خارجاً ولما رآه ركض إليه ووقع على عنقه وقبّله. لم يذكره بشيء مما فعله. لكن قال للعبيد أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه وضعوا خاتماً في يده وحذاء في رجليه. واذبحوا العجل المسمن لنأكل ونفرح لأن ابني هذا.. هل ما زال ابنك؟ قال نعم. رائحته كريهة قال ابني. ثيابه ممزقة قال ابني. أخذ نصيبه وبذره بعيش مسرف كما قال الابن الأكبر. قال ما زال هو ابني. «لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لوقا 58: 24). إن بداية الفرح حينما يرجع إنسان إلى الرب. أنا أتخيل أن الرب الإله العظيم يقول للملائكة دعوا الموسيقى السماوية تصدح لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد ليتك تفرح السماء في هذه الفرصة.