العودة الى الصفحة السابقة
الإيمان بشخص المسيح فقط

الإيمان بشخص المسيح فقط

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو الإيمان بشخص المسيح فقط.

يخطئ بعض الناس إذ يفصلون شخص المسيح عن الكتاب المقدس. فهم يسمعون عن الخلاص، ويقرون أنه أمر كتابي، يتفق مع حالتهم، ولكنهم لا يقومون بالتنفيذ، أو يعطون أمر إيمانهم الشخصي بالمسيح الذي هو الشرط الأساسي للخلاص. التعاليم والعقائد والانتماء لكنيسة، مهما كانت صحيحة، فإنها لن تخلص الإنسان ما لم يؤمن بالرب يسوع المسيح إيماناً شخصياً.

لقد أوضح الرب يسوع ذلك جلياً في مرقس 16: 16 «مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ». فالإيمان والمعمودية أمران بسيطان للغاية حتى إنه لا يوجد مجال لإفتخار الجسد عند القيام بهما، لإنهما ينسبان لعمل النعمة المجانية. وقد رتب الله أمر الخلاص بحيث ينسب للنعمة وحدها.

إن كنت عزيزي المستمع لم تخلص حتى الآن؟ فما هو السبب؟ هل تظن أن طريق الخلاص الموضح في الآية السالفة مبهم؟ وهل تخشى أنك إذا سرت بموجبه لن تخلص؟ وكيف يمكن ذلك إن كان الله قد أكد صحته في كلمته؟ هل في الإمكان أن تفشل طريقة رسمها الله؟ وأن يسقط وعد من مواعيده؟ إن كان الخلاص بمثل هذه السهولة فلماذا لم تخلص للآن؟

إن سهولة الخلاص تجعل من يهمله بلا عذر. وإن كنت مستعداً أن تقوم بعمل عسير فمن باب أولى أن تعمل الشيء السهل. إن الإيمان هو أن تثق وتتكل على الرب يسوع، أو بمعنى آخر أن تكف عن الإعتماد على الذات، وأن تعتمد على الرب يسوع وحده. فأهم شيء هو أن تؤمن بشخص المسيح وتعترف به.

تذكر أنه لا يوجد سوى باب واحد، وإن كنت لا تدخل منه، فستهلك حتماً في خطاياك. فالباب موجود، لكن ما لم تدخل منه فلن تستفيد شيئاً. إنه أمر هام جداً أن تطيع وصايا الكتاب المقدس. لا توجد قوة تستطيع أن تخلصك إن كنت لا تصغي لصوت الرب يسوع وتطيعه بإخلاص. إن مجرد التفكير والعزم لا يأتي بنتيجة. ينبغي أن تكون عملياً، وتؤمن بالفعل، وبدون الإيمان العامل لا تستطيع أن تحيا لله.

في عهد الناموس، كان اليهودي يحضر الثور، ويضع عليه يديه، ولم يكن الأمر مجرد حلم أو نظرية أو فكرة، بل كان حقيقة عملية. لقد كان يكفر عن نفسه بذبيحة تنوب عنه، وهو يراها، ويلمسها، ويمسكها بيديه.

وبنفس الكيفية ينبغي أن نتكل على ذبيحتنا الكفارية، شخص ربنا يسوع المسيح، وعلى عمله الكامل لأجلنا. فنحن نأتي إليه بالإيمان ونقول: لقد سر الله بهذه الكفارة، وأنا أقبلها. أنا أؤمن بالعمل الذي أكمل على الصليب، وأن الخطية قد طرحت بعيداً عني عن طريق موت المسيح، وأنا أتكل عليه. إذا أردت أن تخلص فعليك ألا تقف عند حد قبول التعليم والعقائد، بل تتقدم لتحصل على الراحة في شخص الرب يسوع، وفي عمله الكامل على الصليب.

إن الرب يسوع يدعو جميع المتعبين والثقيلي الأحمال لكي يريحهم فمجرد معرفتهم بهذه الراحة، أو إشتياقهم لنوالها، لا يريحهم. لكن ينبغي أن يأتوا ويلبوا النداء: تعالوا. وينبغي أن يأتوا إليه هو شخصياً، وليس إلى الكنيسة، أو إلى الفرائض والعقائد، أو أي شيء آخر. إن عليهم أن يأتوا إلى شخصه الكامل.

ينبغي أن نقبل الرب يسوع لأن «كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ أَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ» (يوحنا 1: 12). هناك شرطان مهمان: ينبغي أن نقبل وأن نقبله هو. علينا أن نفتح الباب على مصراعيه ونقبل يسوع لأن المسيح فيكم هو رجاء المجد ينبغي أن يكون المسيح بالنسبة لنا ليس مجرد حلم أو خيال، بل شخص حقيقي، وإله حقيقي، ويجب أن يكون قبولنا له ليس أمراً إضطرارياً، بل من كل القلب، وبكل فرح، وعن إقتناع كامل بأنه المخلص الوحيد، والكل في الكل لنا.

ألا نأتي إليه الآن، ونضع ثقتنا الكاملة فيه؟

حين يطارد الصقر الحمامة لكي يقتنصها، تطير مسرعة نحو الشق الذي في الصخر، لأنها تعلم أنه الملجأ الوحيد لها الذي يحميها من خصمها العنيد. وبمجرد أن تختبئ فيه تطمئن، ولا تخشى من أي طائر مفترس. لكن إن لم تختبئ في الصخر، فإنها تصبح فريسة سهلة للعدو، والصخر يصبح عديم الفائدة بالنسبة لها. ينبغي أن تختفي الحمامة بجملتها داخل الصخر. عليها أن تدخل داخل المخبأ، وتدفن نفسها في الصخر، وإلا عرضت نفسها للهلاك.

وكما أن الحمامة تختفى عن الأنظار، ولا يظهر إلا الصخر، هكذا تختفي النفس الخاطئة في جنب يسوع المطعون بعيداً عن سيف العدالة.

لكن البعض يؤجلون أمر إلتجائهم للرب يسوع يوماً بعد الآخر، فيكونون في خطر أن يموتوا في خطاياهم!! يا لها من حالة رهيبة تلك التي حذر المسيح منها اليهود غير المؤمنين به قائلاً لهم: «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ» (يوحنا 24:8).

هكذا الأمر مع الخاطئ الأثيم الذي يهرع إلى المسيح. فمع أن العدل يتعقبه كما يتعقب النسر الحمامة، إلا أن المسيح يرفع يديه المثقوبتين، ويخاطب العدل قائلاً: «إرجع..!! إرجع..!! أنا أحمي هذا الخاطئ تحت ظل خيمتي... ولن أتركه يهلك.. لأنه وضع ثقته فيّ..».

ليتك تفعل نفس الشيء مع المسيح. إستودع نفسك له بإختيارك، وبدون شك. كن جريئاً وأترك كل رجاء آخر لأنه قادر أن يخلصك إلى التمام. إطرح نفسك عليه بكل بساطة، ولتمتلئ نفسك بالإيمان بالرب يسوع.

آمن به، وثق فيه، لأن الكتاب يقول: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى» (1بطرس 6:2).