العودة الى الصفحة السابقة
موازين مغشوشة

موازين مغشوشة

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو موازين مغشوشة.

يستخدم الناس كل أنواع الموازين التي يظنون أنها تناسبهم. لكنهم سوف يتبينون يوماً ما أنها باطلة.

العديد من الناس يعتقدون انهم كاملون أمام الله لانهم مؤدبون ومحترمين فهم لا يسرقون ولا يسيئون ويقومون بالواجبات الموكولة اليهم على أكمل وجه يصلون ويعبدون كالأخرين فهم ليسوا بالأشخاص السيئين ولكن ما أريد أن أهمس به في آذان هؤلاء ان حتى الشخص المؤدب مذنب كالباقين، وأدبه لا يمكن أن يخلصه. حيث يقول الكتاب: «إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ» (لوقا 3:13). «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متّى 3:18) وطالما سمعت أشخاصاً طيبين يقولون أن اجتماعاتنا تتكلم للناس عن الفضائل والاخلاق والدين. لكنهم لم يدركوا قط أنهم ان لم يقبلوا المسيح سيداً ورباً لحياتهم فهم أنفسهم يحتاجون لنعمة الله.

الأرجح أن نيقوديموس كان من أعظم المؤدبين في عصره، وكان معلماً للناموس، ومع ذلك قال له المسيح: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا 3:3). إن الوصول إلى اللصوص والسكارى والفاسقين أيسر من الوصول إلى الفريسيين الأبرار في أعين أنفسهم.

لا يحتاج الأمر إلى وعظ أولئك اللصوص وأمثالهم مدة أسابيع وشهور لإقناعهم بأنهم خطاة. عندما يدرك المرء أنه في حاجة إلى الله، وأنه خاطئ، فإنه من الميسور أن تصل إليه. لكن الفريسي المتغطرس يحتاج إلى الخلاص مثله مثل السكير الذي يهيم على وجهه في الشوارع.

إن كنت لا تتوب عن خطاياك، وتطلب منه الرحمة، فلا رجاء لك. إسمح لي بأن أطلب منك أن تتأمل في هذا الأمر عندما تخلو إلى نفسك. لو أتتك دعوة في نصف الليل لكي توزن بالموازين فماذا يكون مصيرك؟ كثيرون لهم صورة التقوى فقط. لكن هل أنت مستعد لأن تقف في الميزان؟ كثيرون يشبهون الخمس العذارى الجاهلات، عندما أتت الساعة لم يجدن زيتاً في مصابيحهن. إن كان إناؤك خالياً من الزيت، إن كنت تكتفي بمجرد الشكليات، فإنني أرجوك أن تصحح موقفك. كف عن هذا التشبيه المزعج بأنك إنسان فاضل، لأن هذا الأمر لا يرضى به الله.

هل تعيش على هامش المسيحية؟ أم هل تركز رجاءك في تعليمك وثروتك، وامتيازاتك الأرضية؟ ماذا تنفعك دراستك الجامعية، وكل ثروتك وأمجادك، إن هبطت إلى أسفل الدرك في الأخلاق بسبب الشهوة والطمع، وخسرت نفسك أخيراً؟ نحن «افْتدِينا لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ... بل دَمِ الْمَسِيحِ الثمين» (1بطرس 18:1 و19). إن لم تكن قد إتخذت المسيح نصيباً لك فإنك سوف توجد ناقصاً عندما توزن بالموازين أمام الله.

إنني أتصورك تقول لنفسك: «إن كنا سوف ندان بحسب الوصايا فكيف نخلص؟ لقد كسرناها كلها تقريباً، بالروح إن لم يكن بالحرف».

لقد حفظ المسيح الناموس. لو كان قد كسره لكان يجب أن يموت عن نفسه. لكن لأنه هو حمل الله الذي بلا عيب ولا دنس فإن موته الكفاري يكفر عني وعنك. لم يرتكب أية خطية، ولذلك قبل الله ذبيحته. المسيح هو غاية الناموس للبر لكل من يؤمن (رومية 4:10). نحن أبرار في نظر الله لأن بر الله الذي بالإيمان يسوع المسيح هو لكل وعلى كل الذين يؤمنون.

لو كان لا بد أن نعيش بخطايانا لكانت حياتنا جحيماً على الأرض. لكن شكراً لله من أجل الإنجيل الذي نكرز به. إن كنا نتوب فإن كل خطايانا تمحى. «إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي الْخَطَايَا... أَحْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ» (كولوسي 13:2 و14).

إن كانت محبة الله قد انسكبت في قلوبكم (رومية 5:5) فإنكم تقدرون أن تتمموا وصايا الله. لقد لخص بولس الرسول الوصايا في وصية واحدة «الْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ» (رومية 10:13).

إنه لأقصى درجات الجنون أن ندعى لدينونة الله دون أن يكون لنا رجاء في المسيح. هذا هو اليوم، وهذه هي الساعة لقبول الخلاص، وعندئذ يكون معك. لعلك تبتعد عن الميزان وتقول: «لست مستعداً بعد. إنني في حاجة إلى وقت أطول لأستعد، وأفكر».

أيها الحبيب، إن الوقت متوفر لديك، لكن اذكر انه هو فقط الوقت الحاضر. لست تعلم إن كنت تعيش يوماً آخر.

طالما كنت تؤجل فإنك في خطر. إن كنت لا تدخل ملكوت السماوات بالطريقة التي رسمها الله فإنك لن تقدر أن تدخله قط. يجب أن تقبل المسيح مخلصاً شخصياً لك، وإلا فلن تكون مستعداً بأن توزن.

أيها الحبيب، هل لك المسيح؟ أتريد أن تبقى كما أنت وتوجد ناقصاً، أم تقبل المسيح فتكون مستعداً للدعوة؟

«هذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ: أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ» (1يوحنا 11:5 و12).

ليت الله يفتح قلبك لتقبل إبنه.. الآن.