العودة الى الصفحة السابقة
«اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متّى 35:24).

«اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (متّى 35:24).

جون نور


أعزائي المستمعين الكرام موضوع حلقتنا اليوم من برنامجنا حكم وأمثال من الكتاب المقدس هو: «اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ».

هل تدرك مستمعي الكريم أن كلمات يسوع تمثل أرضية ثابتة يمكنك الاعتماد عليها أكثر من تلك الأرضية التي تسير عليها؟ فأنت لا تتوقع أن يكون هناك طريق تحت أقدامك في أي وقت وعلى الرغم من أنه سيأتي الوقت الذي ستزول فيه الأرض إلا أن كلمات يسوع لن تزول، فهي كلمات ثابتة إلى الأبد، وإذا بنينا حياتنا على هذه الكلمات، فنحن بهذا نقف على تلك الصخرة الثابتة التي تحدث عنها يسوع: «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ» (متّى 24:7 – 25).

عزيزي المستمع

إذا لم تكن واقفاً على الصخر يسوع، معتمداً على كلماته فأنت واقف على الرمال، وهذا أمر خطير، فالرمال يمكن أن تتكون من عدة أشياء:

من الممكن أن تجعل الرمال حياتك معتمدا على آراء الناس أو آراءك الشخصية. من الممكن أن تجعلك الرمال مؤمناً بأفكارك الخاصة عن الله وليس ما يقوله الكتاب المقدس.

من الممكن أن تجعلك الرمال معتمداً على الحصول على اختبارات من الله، والاختبارات أمر حسن ولكن إذا كانت الاختبارات هي أساس إيمانك، فماذا سيحدث إذا فقدت هذه الاختبارات؟ هل سيبدو الله منعزلاً وبعيداً عنك وسيبدو أن كل شيء لا يسير على ما يرام في حياتك.

من الممكن أن تكون الرمال هو أنك تعيش لإرضاء نفسك بدلاً من أن تعيش لإرضاء الله وعطاء الآخرين.

ومن الممكن أن تكون الرمال هي الرغبة في الأخذ دون أن تعطي أولاً.

ولكن ماذا يقول يسوع عن البناء على الرمل؟ يقول إن الأحمق فقط هو الذي يبني على الرمل، وعندما تأتي العاصفة على منزله تزيله من أساسه. «وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا!» (متّى 7: 27).

يجب أن تؤمن بكلمة الله، وبأن ما يقوله يمكن أن يتحول إلى أفعال... أفعال من الرب في حياتك وفي حياة العالم من حولك، يؤكد الكتاب المقدس على أهمية سماع كلمة الله والإيمان بها، فنقرأ في العهد القديم:

«لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا» (أمثال 4:4).

«اِسْمَعْ يَا ابْنِي وَاقْبَلْ أَقْوَالِي، فَتَكْثُرَ سِنُو حَيَاتِكَ» (أمثال 10:4).

إن الله مهتم بأن نخبئ كلمته لأن هذا في صالحنا ولخيرنا: «يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. اِحْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا، وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ» (أمثال 20:4 – 22).

إن كلمات يسوع هي كلمات حية لأن كلمة الله صار جسداً:

«إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ» (يوحنا 24:5).

بالتالي: «لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللهِ» (متّى 4:4).

عزيزي المستمع لا يريدنا الله أن نضيع طاقاتنا الذهنية في الجدال، ولا أن نصبح مؤمنين بلا أذهان، ولكنه يريدنا أن نعطيه أذهاننا وأفكارنا حتى تصبح أفكاراً وأذهاناً مقدسة، أي أذهان يمكن له أن يعلن من خلالها حكمته وفهمه وحقه. يخبرنا الرسول بولس:

«بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ» (رومية 2:12).

لقد واجهت مواقف كثيرة لم أستطع أن أفهم هدف الله منها ولماذا سمح بحدوث هذه المجموعة من الظروف، لهذا كان عليّ أن أذكر نفسي بهذه الآية الكتابية: «لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ» (إشعياء 8:55 – 9).

يمكننا أن نكون شاكرين جداً للكتاب المقدس لأنه كلمة الله المكتوبة التي تعلن لنا أفكار الله وطرقه، فإذا كنا نريد أن نرى الله وهو يستجيب صلواتنا فعلينا أن نتأمل فيما قاله يسوع عن الصلاة والطلب، وعلينا أن نصلي بنفس الأسلوب الذي طلب منا أن نصلي به، ونرى ما الذي يعدنا به، فتظهر لنا هذه المواعيد فكره، وما هي رغباته في حياة أولاده.

لا يمكنك أن تفصل يسوع عن كلمته، فإذا قبلت سلطان يسوع على حياتك، فإنك بهذا تقبل سلطان كلمته أيضاً، وإذا كان يسوع هو سيدك، فكلماته ثمينة عندك، فهي كلمات حياة أبدية، إنها كلمات روح وحياة، وستلجأ إلى الكلمة للحصول على الاستجابة، والإرشاد الذي تحتاجه في حياتك.

ولكن هذا ليس معناه أن الكتاب المقدس هو الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها الله في إعلاناته لنا، فقد رأينا كيف أن الكتاب المقدس يمكن أن يكون مثل كتاب ميت بلا حياة بدون عمل الروح القدس، وقد وعد يسوع بأن حقه سيظهر بالروح، فالروح والحق يعملان معاً.

عندما يتحدث الروح بكلمات يسوع إلى قلبك، يصبح كل شيء ممكناً.

كلمات إيمانك:

«اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ».